عرض مشاركة واحدة
قديم 11 / 02 / 2008, 27 : 09 AM   رقم المشاركة : [3]
أ. د. صبحي النيّال
ضيف
 


رد: حــــــــــوارات مغـــــــــــــــــــاربية

مليكة صراري

شاعرة ، لا تبوح إلا حزينة ، بدأت قاصة ، ثم ريثما اختطفها جنون القصيدة ، تكتبه ومن يديها تنبعث رائحة المطبخ ، وقد يوقظها من النوم ليلا كي تهدهده فوق سرير من القول الشعري ، هذا الجنون المعقلن لا يكف عن النزيف بفلسطين ، جنين ، ودما من كريات أنقى من دمعة

ولأن محبة الصالون من جمعنا ذات مساء قصصي، ولأن التواصل ممكن رقميا ، ولأن جنون القصيدة ميثاق بيننا ، كان هذا الحوار :



حاورها : عبدا لله المتقي

ماذا تقولين عن نفسك هوية ومطرا شعريا؟؟

مليكة صراري : شاعرة مغربية ، أعمل أستاذة لمادة اللغة العربية بالسلك الثاني ، نشرت معظم قصائدي ببعض الجرائد الوطنية ، وإذا كان معظم الكتاب ينطلقون ،في أول بوح من وجهة الشعر ،فانا قد بدأت بداية قيصرية انطلقت فيها من كتابة القصة غير أنني وجدت نفسي ذات قصيدة بين أحضان الشعر ولا أدري كيف تسلل هذا الكائن الرقيق خلسة ،طرد القصة وتعاقد معها على أن تزورني بين الحين والآخر دون أن تفكر في الإقامة من جديد ،والى الآن لازالت ملتزمة بشروط الزيارة ومازال الشعر مقيما بكل زوايا قلبي عشقته لدرجة الجنون وسكنني حد الغواية ’وكنت أحفظه لأستمتع بخيوطه المطرية تغسل وجهي من أدران الحياة …..ولآ أمل من حفره في ذاكرتي الى أن وجدتي ذات ٌ قصيدة أبوح بوحا غريبا ودافئا وحزينا وداميا أحيانا ،وكلما بحت أحسست أنني عدت الى الحياة بإحساس جديد هذا هو الزائر الغريب الذي امتلكني ليحررني وحررني ليمتلكني …….
لماذا تكتبين الشعر ؟ وما معنى أن تكوني شاعرة ؟

الشعر من يكتبني وقد خطر ببالي أن أسأله ذات قصيدة لماذا يكتبني ،فهددني بالرحيل إن أنا أعدت السؤال ،وما علينا سأقلب الكفة إرضاء للسؤال ،ولو كانت القصيدة تمهلنا لنسأل أنفسنا لماذا نكتب ،لما كتبنا ولكننا نكتب لأننا وجدنا أنفسنا متورطين في الكتابة ،كما وجدنا أنفسنا ذات يوم بأسماء لم نخترها.
أن تكون شاعرا في زمن حجري ،فهذا يعني أنك ترى الأشياء بألف نافذة وألف رؤيا وتحمل في قصيدة مركزة كتبتها بالدم أحزان العالم وتقلباته،أشعر قبل الكتابة أنني أحمل قنبلة قد تنفجر في اية منطقة بداخلي ،وحينما أكتب أرى دخانها الصافي يغمرني ويتركز في منطقة ما استعدادا للاشتعال


هل لديك طقوس معينة مرتبطة بالكتابة ؟

ليست لدي طقوس قبلية للكتابة ،فقد تداهمني القصيدة كفعل الولادة دون سابق إنذار ، أكتبها أحيانا وفي يدي رائحة المطبخ ،وقد توقظني ليلا لأهدهدها على سرير الكلمات وقد تداهمني في الشارع ، وأحيانا تبقى خبيئة الذاكرة إلى أن أجد القلم الذي يتعمد أن يركب التيه فرارا من صداع الرأس.
القصيدة تنزل كاملة ،برعدها وريحها ومطرها ،وهناك قصائد تنزل قبل أن تتم شهرها التاسع .وقد تفتقر الى عضو ما غير أنها تظل قصيدة بشكل ما ليس بالضرورة أن يكون مشابها لشكل سابق.


كيف تقبضين على الجملة الأولى ؟

تأتي القصيدة كاملة وتنساب كشلال ماء لا يسمح لك أن تحدد البداية ولا النهاية المهم انك تكتب دفقة مطرية والسلام.وكنت أفضل أن يظل على وجه القصيدة شيء من دم المشيمة يحفظ هويتها ،غير أن التصنيع سيرغمني في قصائد لاحقة على تصفيف ايقاع القصيدة وتنظيف وجهها بطلاء العصر ……….

هل تفكرين بالقارئ عندما تكتبين؟

حينما أكتب لاأفكر إلا في أنني أكتب ،أما القارئ فأكتشفه من خلال تفاعله مع النص،وأدرك جيدا أنني جنيت على النص جناية والد أبي العلاء ،لأنني سأعتقله في الرف بعيدا عن الضوء الى أن يحتاج القاريء ذات قصيدة الى الصمت الذي تنسجه الكتابة ………

يرى البعض أن الشعر ضرورة والبعض يرى أنه ترف فكيف ترى مليكة الشعر؟

متى يعجز قلمك عن الكتابة ؟

الشعر بالنسبة لي سكن ولو خيرت بين أن أسكن قصرا أو قصيدة لنمت يقظة في واحة الشعر أشرب الظل والصمت …وهو الهواء والحب والورطة الجميلة والذين يعتبرونه ترفا أسائلهم متى كان الجرح من قبيل الترف ….الشعر فينا وبنا يسري في خفاء وصمت ويكبر رغم انتمائه لعصر يبخل بقطرة حب فداء للكلمة المذبوحة بسياط الليل…الشعر حلول ونبض ولاشيء غير الشعر بالنسبة لي أنتزع بوحه من واجبات اليومي المشحون بالرتابة الشعر يظل شعرا مهما زحفت المبيدات…..واكتسح المحو تفاصيل البوح………
متى يلوذ قلمك إلى الصمت ؟
حينما تضرب الكلمات عن الصمت يلتف قلمي في خيبته الى أن تأذ ن له الكلمات بالبوح ،وأذكر هنا أبا تمام حين شبه لحظة عصيان الكلمة باقتلاع ضرس …..حينما تغادر الكتابة الى غير وجهة ألبس برودة الانتظار الى ان تتلاشى حرارة الفنجان لتعود الى فنجانها مشتعلة …….وليست هنا ك مواسم تختارها الكتابة للهجرة أو البوح ………


وماذا عن الصالون الأدبي ، وأنت واحدة من تشكيلته ؟
الصالون الأدبي هدية ثمينة لمدينة البيضاء التي كادت تختنق بدخان السيارات العجوزة والشاحنات النافتة للغضب على وجوه العابرين ……كدت أجزم أن المقاهي رتبت بمعدل مقهى واحدة لكل بيت ،والآن أحلم بصالون لكل حي ،والصالون الأدبي بث حركة في قلب الإبداع ولم شمل المبدعين ونفض الغبار عن النكرات و…………وهو أمام تحد كبير سنعمل جميعا على تجاوزه بالدعم المعنوي من كل المبدعين على اختلاف حساسيتهم
الصالون باقة ورد تحملها المدينة بأكفها البيضاء هدية لكل نسمة ابداع…
الصالون بيت المطرودين الى جنة الهذيان …..


سرق الصباح .. طفولة أمي ..ماقصة هذا العنوان ؟

العنوان هو آخر مافكرت فيه ، ليقع اختياري على عنوان لقصيدة بالديوان هي اختزال في صورتها الأولى لعالم الصباح المغلق الذي تقضيه النساء متنقلات بين
واجبات البيت التي لايسعها الصباح وقبل أن يتممن واجباتهن الصباحية يكون الصباح قد سرق حيويتهن واختفى ،والعنوان منفتح على عدة دلالات وربما وجدت الليل بديلا عن الصباح في قصيدة لوحة وربما وجدت الليل متواطئا مع الصباح،وربما وجدتني أخاصم الليل وأصالحه صباحا كما أخاصم الصباح لأصالحه ليلا وربما لم تجد شيئا على الإطلاق…..هي علاقتي بالزمن كلما تلاشى شدني اليه حنين عارم …..


ماذا تمثل المفردات التاليه في شعر ووجدان مليكة ؟

الأرض: هي انتماؤنا الكوني وحينما لايمتلك الشاعر أرضا بقيمها الجماعية السامية ،يسكن القصيدة أو تسكنه .
الحجر: جوهرة على جبين الأرض ، تهزم الشر والخير
الصهيل والشمس: يتجانسان في حرارتهما رغم انفصال العلوي عن السفلي
الصباح : وهل يعود هذا الصباح ؟
ثم إن المعجم الذي اخترته لم أرسمه مسبقا بدلالة معينة


دائما تكررين مفردات مثل الليل ،عنترة ، الارض ، الطفل ؟

التكرار هو شكل من أشكال التوازي في الشعر أولا ، وثانيا لأن هذا الديوان كان يحلم ببطولة الزمن العربي الأسير، ولذلك يحضر الليل وعنترة والأرض وتحضر الطفولة المتورطة في الانتماء ،حتى اذا غاب عنترة بحثا عن شعاع ناب عنه الليل …..
بعض قصائد المجموعة تتخللها لوحات بالأبيض والأسود،بالمناسبة ، الايكفيك حلم القصيدة ؟
اللوحات المرافقة لبعض النصوص أتمنى أن لا تكون مشوشة على القصائد وهي تحاول أن تكتب النص أو تضيئه، وأعتقد أن القصيدة في عصرنا الحالي قد تكون ضحية عصر الصورة الذي ضيق الخناق على الكلمة المرسومة بالحروف


مليكة صراري ، والرسم ، أية علاقة ؟

أعشق الرسم وأتأسف لأنني لاأجيد ه وهناك تقاطع كبير بين الرسم بالريشة والكلمة طبعا

فلسطين ، تكاد تحضر كثيرا في قصائدك ؟

فلسطين ذلك الجرح الذي لم يكتب له أن يكف عن النزيف ، فقد ارتبط ديواني بأحداث جنين ،وتاريخ ميلاد معظم قصائد الديوان ارتبط بهذه الفترة وحمل غصتها كما حمل غصة العراق في دفقة واحدة ولكنها غزيرة الحزن.
ما الصدى الذي تركته هذه المجموعة الشعرية ؟
مجموعتي الشعرية لقيت استحسانا من قبل الأصدقاء والصديقات الذين أعرفهم رغم أن توزيعه لم يتجاوز حدودا ضيقة لأنني اكتفيت بالاستعانة على توزيعه بالأصدقاء فقط وأعرف أن ديوانا في حقيبة ماقد ينشر فيروساته الوهمية لتأكل حلم الحقيبة ،لذا أضربت الدواوين عن حمل الحقائب ،فحملت ديواني في قلبي مدى الحياة.


ماجديد مليكة ؟

مشروع ديوان خرجت به من الشعر إلى الشعر، وربما كانت بدايته في نهاية الديوان الأول
بصمة أخيرة تضعينها في هذا الحوار ؟؟
قد تفتح الكلمات صدر المساء لتترك برودة الزمن وترحل إلى حيث يحترق الشعراء شعرا وحبا ، مع الشكرا لورطتك الجميلة في علبة الكلمة



دروب أول من نشرته
وأنا أول من أحببته فنقلته
  رد مع اقتباس