30 / 03 / 2010, 11 : 04 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي
|
عصافير الوطن الصغير
[align=justify]
قصص للأطفال عصافير الوطن الصغير
عودتنا الجدة قبل أن ننامعلى سرد واحدة من حكاياتها الجميلة الآسرة .. وحتى هذا الزمان ، لا اعرف فعلا أكانتالجدة تخترع قصصها أم تحكي عن شيء واقع ، وربما عما سمعته من غيرها .. كل ما كانيهمنا أن نسمع ونستمتع ونروي ظمأنا لهذه الحكايات التي تطير بجناحين رائعين من خيالوجمال .. لكن ماذا عن قصة " عصافير الوطن الصغير "؟؟..
قالت الجدة نجلاء ، بعد أن بسملت وصلت على النبي ..
اسمعوا يا أولادي وانتبهوا جيدا ..فهذه القصة تحمل الكثير .. لا تنظروا إلىظاهرها فقط ، بل فكروا بما تحمل ..
هززنا رؤوسنا موافقين ..
قالت : كان يا ما كان في مدينتنا حيفا شجرة قريبة من البيت ، شجرة تكاد تصلأغصانها إلى السماء ، أو هكذا كان يتخيل من ينظر إليها .. في بداية الأمر كانتأغصان الشجرة يابسة جافة .. يومها قال جدكم يونس : لماذا لا نقطع هذه الشجرةونستريح ؟؟.. هي شجرة شبه ميتة لا قيمة لها ..
قلت : كما تريد يا أبا نور ..
قال : غدا صباحا سأطلب من جارنا الحطاب أن يزيلها .. ربما زرعنا بدلا عنهاشجرة جديدة ..
في الصباح ، وقبل أن يستيقظ الجميع ، فتحت باب الدار ،ونظرت إلى الشجرة نظرة وداع . لكن قبل أن أغلق الباب سمعت زقزقة آتية من الشجرة .. قلت : بسم الله الرحمن الرحيم .. من أين أتى هذا الصوت ؟؟.. وحين دققت النظر ، وجدتعصفورين قد بنيا عشا في ركن من أركان الشجرة .. تعجبت فعلا يا أولاد .. فمن غيرالممكن أن تضيق الدنيا بهذين العصفورين ولا يجدان إلا هذه الشجرة .. لكن سبحان الله .. لم يجد العصفوران مكانا أنسب .. وهذا يعني أن مسألة قطع الشجرة قد تأجل ..
أقول لكم الصدق يا أحبابي كنت فرحة بيني وبين نفسي ، فأنا تعودت على وجودهذه الشجرة أمام بيتنا في حيفا وعايشتها مدة طويلة .. المهم أخبرت جدكم يونس .. فقال :" له حكمة في ذلك سبحان الله .. سنتركها حتى يهجرها العصفوران "..
ذهب جدكم أبو نور إلى الجامع القريب من البيت كعادته كل صباح .. وهو الجامعالذي كان إماما له في حيفا .. وعندما عاد سألني مازحا : ماذا عن العصفورين يا أمّنور ؟؟..
قلت : لا جديد .. لكنني ألاحظ أن العصفورين يقومان باستكمال بناء عشهما ..
مضت أيام .. أيام قليلة .. وضعت العصفورة بيضتين وصارت لا تفارقهما.. وعندماخرج من كل بيضة فرخ ضعيف لا يقوى على الوقوف.. كانت تسليتي اليومية أن أراقبهما .. وبطبيعة الحال كانتالأم بمساعدة العصفور الأب تطعمهما وتعتني بهما .. هل هي قصةجميلة؟؟..
صحنا بصوت واحد : جميلة .. لكن ما الجديد في كل هذا .. قصةسمعنا مثلها ألف مرة .. ؟؟..
ضحكت جدتنا أم نور وقالت : هذاصحيح يا أحبابي ولا لوم عليكم فمثل هذه القصة تحدث كثيرا .. لكن هناك جديد ..
قلنا : وما هو يا جدتنا ؟؟..
أجابت : قلت لكم منذ البداية إنالشجرة كانت يابسة وجافة ولا حياة فيها ..
قلنا معا : نعم وعندما يكبرالفرخان ويغادران الشجرة سيعود الجد لقطع الشجرة .. فما هو الجديد ؟؟..
صمتت الجدة قليلا ثم قالت : بالنسبة للعصافير صارت الشجرة وطنا .. وأحبوها .. وكل منا يحب وطنه .. هذا الحب صنع شيئا ما كان يخطر على البال ..
صحنا : بالله عليك يا جدتنا ماذا حدث ؟..
ضحكت الجدة وقالت : الشجرة أحبتأيضا العصافير وبادلتهم الشعور الجميل فأخذت شيئا فشيئا تعود لرونقها واخضرارهاوجمالها ..
قلنا بدهشة : ماذا ؟؟.. هل تسخرين منا يا جدتنا ؟؟..
قالت : ولماذا أسخر يا أحبابي فعلا هذا ما حدث وصارت هذه الشجرة التي كانتجافة يابسة شبه ميتة أجمل الأشجار وأحلاها، بل صارت محط الأنظار .. والغريب أنالفرخين لم يهجرا شجرتهما هذه عندما كبرا .. كذلك الأب والأم .. وكأنهم اتفقوا علىأنّ هذا الوطن الصغير الجميل.. لا يمكن أن يهجر .. ألستم معي ؟؟..
صحنا بصوت واحد : معك يا جدتنا معك .. وما أجملها من قصة ..
30/3/2010
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
التعديل الأخير تم بواسطة طلعت سقيرق ; 17 / 04 / 2010 الساعة 29 : 10 PM.
|
|
|