رد: القصة القصيرة جداً مقدمة وإشارات
الشاعر والأديب طلعت سقيرق
قرات مداخلتك حول القصة القصيرة جدا مرتين ، ومع ذلك ظل سؤال جوهري غائب تماما.
هل هي قصة؟
النماذج التي قدمتها تقول عكس ما ذهبت اليه في مداخلتك . لا شيء من القصة فيما قدمت من نماذج .
تسجل قولا لأحد كتاب القصة جاء فيه " يمكن تعريف القصة القصيرة جداً على أساس أنها بضعة أسطر تشكل نصاً سردياً مكثفاً " .. وميلي إلى هذا التعريف ، نابع من كونه الأشمل والأكثر اختصاراً .. وأرى من جهتي ، أن : " القصة القصيرة جداً ، هي القصة التي تقدم الحدث والحبكة والشخصيات في سطور قليلة ".( نهاية الاقتباس )
استاذي ، هناك تعريفات كثيرة واجتهادات بلا نهاية لشرعنة هذا اللون الأدبي . ولكن تسميته بقصة هو تجاوز اجوهر الفن القصصي.
القصة القصيرة أيضا تحتاج الى مساحة سردية ، قد تطول وقد تقصر ، ولكنه أبدا ليست بضعة أسطر. وكل الحديث عن التكثيف لا معنى له ، القصة القصيرة ايضا تكتب بتكثيف. الرواية أيضا تكتب بتكثيف. التكثيف هو فن السرد ، لكل أنواع السرد النثري والشعري . في التكثيف جمالية للغة وقوة للصورة ، وفي القصة يلعب التكثيف دورا هاما في خلق لغة قصصية - لغة درامية تندمج مع الحدث الدرامي. النماذج التي قدمتها تخلو من اي لمحة درامية ، قد أقول عن النماذج انها كتبت بذكاء ، ولكنها تقع في قارة بعيدة جدا عن فكر السرد القصصي.
غير مهم ان نقول قصة قصيرة جدا او اقصوصة او قصة قصيرة. القصة هي قصة بما تشكله من أجواء ولغة مميزة عن السرد الصحفي او السياسي او العلمي ، ولا بد هنا من عناصر قصصية لا يمكن انجاز سرد قصصي بدونها .
حقا قرأت بعض النصوص مما يسمى قصير جدا ، فيها روح الذكاء وجمالية معينة ، ولكنها لا تمت للأدب القصصي. وقرأت الكثير جدا من القصير جدا بلا طعم وبلا لون ومجرد كاتب فاشل يريد ان يبقى على الساحة. نفس الفوضى تسود الشعر . هناك شعر منثور جميل . ولكن معظم المنثور بلا طعم ولا لون ، ويفتقد حتى لجمالية اللغة . وهذه الظاهرة انتشرت واتسعت على قاعدة غير ثقافية اطلاقا.أفهم ان شاعرا مبدعا يعرف فنون الشعر ،كتب قصيدة منثورة ، اما ان يجيء من يحمل صفة الشاعر ولا يعرف بحور الشعر ولا فن الصياغة الشعرية ليرتب لي كلمات نثرية على طريقة شعر التفعيلة ، بلا روح ثقاقية بدائية ، فهذا يشير الى تسيب ثقافي ، وخوفي ان نفس الظاهرة بدأت تتضح في ما يسمى القصة القصيرة جدا . بأن تتحول ملاذ للفاشلين!!
|