03 / 04 / 2010, 36 : 02 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
شاعر وقاص ، يكتب القصة القصيرة- الشعر- المسرح- الرواية، رئيس قسم قصيدة النثر / هيئة الديوان الألفي ، هيئة النقد
|
قصص قصيرة جدا// للدكتور ثروت عكاشة السنوسي
.. أقبع على حافة النهر مسترسلا. أتأمل سطحه اللامع. منتظراً خروجها من الماء العميق.. ربما تشفق علىّ، وتأخذني إلى قاع النهر لأحيا ملكاً لعالم آخر؛ حينها سوف ألعن خيوط الأرض التي عشت بينها مسجوناً لسنواتٍ طوال.. عبداً لكل البشر...
بين الظلمة والخوف انتظر عودتها إليّ.. أحضر حطباً وأتناول عود ثقاب.. أشعل النار، فتشتعل ببطءً، ثم تعلو وتكبر سريعاً.. حينها أراني بوضوح، بلا رتوش.. أشعر بالدفء يسري في عروقي، والشجاعة تتملكني.. تعلن السماء قدرتها على التحدي، فتسقط فوقنا قطرات من المطر، تخبو النار، ثم تنطفئ.. حينها يعم الظلام، وأشعر بالخوف يراودني؛ بينما يأتي صوتها الحنون منادياً من بعيد.. يبث الدفء في عروقي من جديد..!
رغم زيِّها البسيط البادي للعيان على قدرٍ من السوء إلاّ أنها جميلةً جداً؛ عندما رأيتها تسمرت قدماي بالأرض، وتسمرت قدماها أيضاً.. كانت تنظر إليّ بخضوع أحبه، ونصف ابتسامةٍ خجلةٍ تمرح على شفتيها.. مددت يدي لأرفع وجهها إليّ، فبدا هناك مراراًَ لاذعاً يسكن عينيها.. همست باسمي في عذوبةٍ اشتقت إليها.. ها أنا أذكرها... كانت جزءاً من الماضي البعيد.. تنكرت لها وفضَّلْتُ الرحيل..!
***
د/ ثروت عكاشة السنوسي
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|