[frame="14 98"]
مساء السعادة و المحبة يا أختي الكريمة بوران شما...أنا أدعوك لزيارة الجزائر في أي وقت تشائين من أجل أن تنزلي ضيفة عند أخيك بغداد فأنا أحيي فيك شجاعتك الأدبية...سأكتفي ببعض الومضات لأن التعرف علي لا يمكن أن يكون بالنسبة التي تريدينها إلا بزيارة لي.
طفولتي كانت مميزة ما دمت الابن الأكبر الذي له مطلق الحرية و يلقى الرعاية و الحنان الكبيرين فالفضاء الذي فتحت عليه عيني واسع و مليئ بالعجيب من الألعاب...نشأت و تربيت في أحضان أم مثالية مثقفة حنونة شديدة الانتباه مستعدة لتقديم كل التضحيات و الوالد أستاذ لغة فرنسية مسؤول يعرف جيدا تسيير أمور البيت....إن الطبيعة الممثلة في القصب و كرمات العنب في بيتنا القديم كانت أولى العلاقات في طفولتي بكل ما هو جميل أما في شبابي فتعتبر علاقاتي بالشعر و الشعراء أهم ما يميزه فلولا تلك المرحلة ما وصلت الى ما أنا عليه ففي شبابي الذيما زلت أحياه أحتك بالكثير من الشعراء و أرى من خلال الكلمة الجميلة كل أنثى نصا شعريا قائما بذاته يفوح منه المعنى عطرا هامسا و تلمع فيه الألفاظ قرطا ذهبيا أو أساور ... لقد كنت مجتهدا في حياتي الدراسية و أخذت أعلى المعدلات في الرياضيات و لكن تخصصي علمي مما ساعدني أن أترشح لدراسة الطب لكن مع الأسف لم أجدها في قلبي...صحيح أنها مهنة راقية و لكن النظر إلى الجرحى و الدماء المتطايرة و الكسور الفظيعة لا يرحم قلبي المرهف فلم أستطع بعد مرور أربع سنوات تحمل التربصات داخل المستشفيات والدراسة الباردة من كل حيوية فوجدت القانون أكثر اجتماعية و أكثر نشاطا...هذا ما أستطيع قوله باختصار أختي الكريمة و للمزيد مرحبا في بلدك الجزائر كي تعرفينني أكثر.
[/frame]