عرض مشاركة واحدة
قديم 04 / 04 / 2010, 54 : 02 PM   رقم المشاركة : [49]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: هلموا معي بين أحضان جبال الريف .

[align=justify]
الجلسة مستمرة حتى ساعة متأخرة من الليل .. كل شيء يوحي بالسكينة .. هدوء تام يتخلله خرير المياه المنبعث من المنبع القريب منا .. الحقل الذي نتوسطه يطل على القرية التي بدورها تطل على الوادي الذي يبدو بعيدا هناك وقد زاده ضياء البدر جلالا و جمالا .. تعلو أصوات الصراصير في تناغم فريد .. شيخ القبيلة بدأ يستعد لاستقبالنا في منزله القريب من النهر .. سنبيت عنده هذه الليلة وفي الصباح الباكر سوف نقوم بالتجوال عبر "أسيفان" ونواحيها ..
على مقربة من النهر هناك منزل يطل من بين الأعشاب و الأشجار التي نمت حوله بكثافة .. قرميده فقد لونه الأحمر الذي صار باهتا مع مرور الزمن .. لكنه بقي محافظا على رونقه و بهائه .. هنا كانت طفولتي لسنوات عديدة .. أعيش على إيقاع الفصول الأربعة .. شتاء صقيعي قاء و ربيع زاه يانع و خريف حالم بهي و صيف مشمس رتيب .. من الجهة السفلى حيث يبدأ المنحدر نحو الوادي تصطف أشجار الإجاص و التفاح و المشمش لتشكل حاجزا بين القرية و المنحدر الذي نطل منه على بعض الكهوف ..
في الناحية العليا يظهر خزان الماء الذي يمد القرية بالماء الشروب وفي اسفله مجموعة من الأحواض الخاصة بالغسيل .. تؤمه القرويات لغسل الملابس أو الزرابي و أطفالهن من فوق ظهورهن .. نيام أو مستيقظون ، لكنهم سعداء بالتحامهم بدفء أمهاتهم .
نعرج على مبنى آخر احتفظ بلون التراب ، قرميده لا زال أحمر .. هي مدرستي الأولى حيث عشت فترات من أبهى الفترات .. كنت حرا في التنقل بين المستويات .. اليوم أدرس في المستوى الأول .. في الغد أغبط أخي الذي بدأ يدرس الفرنسية فأتبعه عند مدرس هذه اللغة .. كل شيء كان تلقائيا .. يسير على إيقاع الطبيعة .. و أذكر أنني في آخر أيام إحدى السنوات الدراسية سألت مدرسي : "سوف لن نعود إلا عندما يحمل الوادي ؟"
يعني أننا سنعود إلى المدرسة عندما يصير الوادي سيلا عرما في منتصف الخريف ..
تصطف دكاكين على طول الطريق المؤدية إلى خارج القرية باتجاء السوق الأسبوعي الذي زرناه من قبل .. بينما هناك من فوق أحد الدكاكين مقاهي تنبعث منها رائحة الشاي القوية .. شيخ القبيلة ألح علينا أن نتناول الفطور عنده .. مد السماط ووضع ما لذ وطاب .. تفضلوا .. الفطور جاهز .. بالصحة و الراحة ..
[/align]
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس