رد: الشاعر - بغداد سايح - في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يسين عرعار
[frame="14 98"]
أهلا و سهلا بالأستاذة المميزة ناهد شما...يسرني أن أجيبك و تقبلي مني أسمى عبارات التقدير و المحبة .
( 1 ) : في عصور العولمة تزول الحدود أمام الثقافات المختلفة فما هو التحصين اللازم في نظرك لأبناء الأمة الإسلامية من هذا الغزو ؟
الأكيد أن القدح لا نملأه إلا لأنه فارغ و الذي يحدث في أمتنا هو فراغ ثقافي رهيب و من أجل سد الفراغ انسكبت كل الثقافات الدخيلة و المستوردة فلا يمكن لهذه الأمة أن تتحصن أمام هذا الغزو إلا اذا كانت أمة إسلامية اسما و فعلا فتجعل الفرد لبنة بجانب أخيه ليكون ذاك البينيان المرصوص شامخا و لا يتأتى هذا من وعي بالخطر فقط إنما بتوفر الإرادة و تحقق النية في سبيل تلقيح المسلم العربي ضد هذا الداء الفاتك الماحي للهوية و الطامس للتراث الأصيل فالإشكالية أننا نعرف الداء و الدواء معا لكن أغلبنا يقف متفرجا أمام السموم التي تنهك جسد الأمة و عنده الترياق كتاب الله و سنة محمد رسول الله عليه الصلاة و السلام.
( 2 ) : هل أنت مَنْ أظهر الشعر أم هو مَنْ أظهرك ؟
الشعر صديقي في دروب الكلمة الجميلة فالنور في عينيه لم يأت إلا و شعاع المحبة يمتد من أناملي فالظهور هنا تصبغه علاقة تكامل و كلانا كان سببا في ظهور الآخر، و إذا كانت عائشة رضي الله عنها تقول أن رسول الله- صلى الله عليه و سلم - (كان قرآنا يمشي...)،فيمكنك القول أن بغداد سايح صار شعرا يمشي و أي بقعة يصلها بغداد إلا وصلها شعره.
( 3 ) : هل على الشاعر أن يظل شاعراً كي يحظى بالشاعرية المطلقة وإن على الناقد أن يبقى ناقداً كي لا يتهم بمحاباة شعر يشبه شعره ؟
لا يمكن أن تستمر الموضوعية لدى الشاعر أو الناقد على حد سواء فالشخصانية و الذاتية لا تزول منهما أبدا لأن الجوهر إنساني صرف و أي انسان لا يخلو من تلك الانحيازات و المذهبيات و الأيديولوجيات و هذا لا ينفي صفة الشاعر أو الناقد من هذا الفرد المبدع ما دامت طاقاته تتأتى من ممارساته اليومية كإنسان له رغباته و تأثره الخاص ببيئته و وسطه.
( 4 ) : يقولون ( أجمل الشعر أكذبه ) . إلى أي مدى أنت مع هذه المقولة؟
الشعر أكذبه أعذبه بناء على معيار الصدق و معيار الكذب بمعنى معيار النسبية و معيار المطلق فهناك شعر يلتصق بالواقع التصاقا حيث لا يلتقط صورا تتجاوزه إلى المثاليات فيبقى هذا الشعر أقل تجاوبا من الآخر فكل ممنوع مرغوب وهذا ما نلمسه في الشعر الذي يستمد من الكذب عذوبته و يتلألأ بالتشبيهات المنافية للواقع و المضادة للمنطق فالصورة التي تثير الدهشة و تتصادم بالعقل في محطات عديدة هي الجديرة بأحاسيسنا و حواسنا.
----------
تحيتي
[/frame]
|