عرض مشاركة واحدة
قديم 05 / 04 / 2010, 11 : 02 AM   رقم المشاركة : [1]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

واقع يلفه الحلم


:
عندما أهمّ بكتابة " روايتي" احتار دائما من اين ابدأ ..!
وفي المسودات الكثيرة التي كتبتها ، انطلقت من بدايات كثيرة ،
كنت استلهمها من حدث ما ، صدف ان تشابه حدوثه - على مدار العمر –
مع احداث تقع في الحاضر فتردني الى تلك السنوات الماضية
وتثير فيّ الرغبة بالكتابة فأنطلق منها وأكتب .. وان ذلك لا يأتي بالضرورة كردة فعل
على الحدث - مع اننا نتأثر - وإنما ذلك يُحفزني ويشد من عزيمتي من جديد ؛
أما هذه المرة ، فسأبدأ بمقدمة تخالف ربما بناء اي رواية ، لأنها - المقدمة –
ستكشف باكرا عن وجهة نظر الكاتب مباشرة ، مع ان البعض يعتبره ابتعادا عن الحياديته .. !
في الحقيقة اني احترم هذه الوجهة .. ولكني توقف كثيرا امام معنيي
" الحيادية والموضوعية " اللتان نسمعهما كثيرا ، وخلصت الى ان اقصى درجات
الموضوعية هي ان تكون انت . وأن الحيادية برأيي تنتصر للشر إن سكتت رغما
عنها وعن إرادتها ؛ وعليه ، فإني اعتبر نفسي في غاية الموضوعية
عندما اكون انا بصدق ولست حياديا في مطلق الأحوال بل يجب الا اكون .
و اريد التنويه الى اني لست كاتبا بالمعنى المهني للكلمة ، ولست ضليعا
حتى في أسرار اللغة .. فأنا أكتب كما افكر ؛ وما افعله هنا ، هو انني انقل ما
علق بذاكرتي عبر عشرات السنين كأي فرد من هذه الأمة ، عاش البعض
منكم ما عشته ، وسوف يتذكر بالتأكيد ما سوف اذكره .. والبعض الآخر ،
البعض الذي لا يعلم ، وذلك ، وفي الغالب ، ليس بفعل تقصير ذاتي ، وانما لأنه
ربما عاش في زمن متأخر عن الأحداث الكبرى .. زمن ، ولست متفردا في وصفه
"بزمن الخداع " او ان هذا البعض تأثر بروايات كاذبة بفعل فاعلين فبركوا أطنانا
من المعلومات المحرّفة والمزيّفة وضخوها في الإعلام في زمن نعلم جميعا مدى تأثيره ،
ومدى ضخامة المال الذي سُخر لأجله .. هذا الإعلام الذي توجه وبأشكال مختلفة نحو
عقول لمحو الذاكرة منها وبرمجتها بأشياء جديدة ..!
وإلا ما معنى أن نصفق لأشخاص قالوا للأعداء : هاكم سبعة أعشار الأرض صافية ،
وتعالوا نتفاوض على الثلاثة الباقية منها وفعلوا .. ! وما معنى أن يذبح شعبي من جزار
يحتضنه من يُفترض انه المؤتمن على دماء الأبرياء .. وتجد منهم من يرفع له شارة النصر ..!!
انه التضليل .. أخطر ما واجهته قضيتنا على مدى عقود .
ولكن .. هل أن روايتي بعيدة عن المبالغات او الاجتزاءات أو الإفتراءات وماهي ضمانة المتلقي ..؟
معظم التفاصيل التي عشتها عاش فيها آخرون .. يسمعون ويعرفون ويشهدون ..؟
وهل ما سآتي به هو شيئ جديد ..؟!
هي محاولة لإعادة التحقيق فيما روي ..فغياب التحقيق يا سادتي قد جعل من الدين نفسه : رواية .
والروايات التي حلّت ، أصبحت هي الدين : الدين السائد . الدين الذي جعلوا فيه الإله قاتلا ..
وجعلوا فيه النبي يبدو كساعي بريد ... مع أن كتاب الله محفوظ ولا يأتيه الباطل ؛ ومع ذلك ..!
فكيف بقضية دنيوية في الشكل .. مضمونها مرتبط بالحق ، والحق هو المطلق ، هو الله .. مع ذلك !
من يجرؤ على التحقيق بالروايات والراوي ..؟!!

أما الدافع فهو الشعور بالواجب تجاه الحقيقة والتاريخ .
الحقيقة التي يجب أن تقال بكل مرارتها وقسوتها ؛ والحقيقة تدمي لأنها توغل
كالمشرط في اعماق الجرح الذي لا بد وان يمر كشرط لإستئصال الأدران المتراكمة المميتة ؛
و الشعور بالواجب يحتاج منا الى قرار ، وقد قررت منذ سنوات طويلة مضت المحاولة ..
فكتبت هذا " الواقع " في مسودته الأولى منذ عشر سنوات وذاعه لساني منذ اكثر من 30 عام
في زمن كانت العبوة الناسفة وكاتم الصوت هما الجواب ..!
ولكن هل ما ادونه " تاريخ " ..؟
يقولون أن الكتابة في حد ذاتها مجازفة محفوفة بالمخاطر .. وهي عمل مضني وشاق .."
فالكتابة في جانب من جوانب التاريخ تحمل في طياتها صعوبة تتمثل في قول الحقيقة .
" والحقيقة " بحد ذاتها ، تحتاج إلى توثيق (الحصول عليها صعب جدا بل ربما ممنوع او مستحيل )
خاصة عندما يتعلق الأمر بمعلومة عن حدث ما ، توافقت جميع المصادر على ايراده كما نُشر لأول مرة ،
ولأنه ومنذ المرة الأولى قد تم تلفيقه ، ولم يُسمح لأحد التحقيق فيه ، أصبح هو الخبر الموثق ..!!
فمصدره في الأساس واحد .. والذي صنع الحدث كان قد صنع له رواية قبل وقوعه ؛ ثم جُيرت له وسائل اعلام
الدنيا بأسرها .. فصدقته معظم الناس ، واستسلموا .. ولكن ... غاب عن هؤلاء انه سيأتي اليوم الذي يكتب
فيه بعض الفقراء والمسحوقين هذا التاريخ بدموعهم ، بآلامهم ومعاناتهم مجردا من كل تنميق أو تمييع
أو غير مفهوم .. وحسبي انهم ما عادوا يستطيعون منعهم ، لأن الكلمة اصبحت
تُنشر رغما كارهها .. فقدرتهم على الزامنا الصمت قد انهارت ...وسخطهم على قائلها لم يعد يُشكل عائقا
فهل بإستطاعتهم بعد مصادرة الفضاء ..؟!
________________

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس