رد: نقاط الأختلاف بين أرسطو وابن سينا في نظريات علم النفس ..
[align=center]4 . امثلة الارتباط بين النفس و الجسم [/align]
يتبين مما سبق قوله، اي اختلاف معنى الكمال عن معنى الصورة عند ابن سينا، ان «لماذا» و «كيف» في امثلة هذا الارتباط في كلام ابن سينا قد اختيرت بحيثيتضح تباينها و تصريف احدها في الآخر، جسما جاء بان نسبة النفس الى الجسم كنسبة العامل الى ادوات عمله، او نسبةالملك الى البلد، او نسبة الربان الى السفينة، او الطير الى العش . الاان ارسطو يقول بكل صراحة:
«ليس معلوما ان تكون النفس كمالا للجسم بالترتيب نفسه الذي يكون فيه الملاح كمالا للسفينة .»
يقول ابن سينا في «الاشارات» : «انظر الى حكمة الخالق الذي خلق الاصول في بداية الخلق، ثم خلق من تلك الاصول الا مزجة المختلفة، و جعل لكل نوع مزاجا، و جعل المزاج الابعد عن الاعتدال مختصا بالنوع الا بعد عن الكمال، و جعل المزاج الاقرب الى الاعتدال الممكن مختصا بالانسان لتستوكره النفس .»
و في تفسير عبارة «لتستوكره النفس» يقول الخواجه نصيرالدين الطوسى: «في هذاالتعبير اشارة لطيفة تدل على تجرد النفس، لانه جعل نسبتها الى المزاج كنسبة الطير الى و كره .» كذلك يقول في «الشفاء» و «احوال النفس» : «و يكون البدن الحارث لها مملكتها» «اذ احدث مادة بدن يصلح ان يكون . . . مملكة لها . . .» «ويكون البدن الحارث . . . آلتها» ، «اذ احدث مادة بدن يصلح ان تكون آلة النفس . . .» «و ليس تلك العلاقة كتعلق الشيء بمحله، بل كتعلق مستعمل الآلة بالآلة .»
|