رد: نقاط الأختلاف بين أرسطو وابن سينا في نظريات علم النفس ..
[align=center]6 . جوهرية النفس [/align]
ليس من شك في ان النفس، عند ارسطو، جوهر، لانه يقول: «النفس جوهر بالضرورة» .
و يقول ايضا: «النفس جوهر بمعنى الصورة، اي هي ماهية جسم ذي كيفية معينة .» غير ان ابن سينا يرى انه اذا كانت النفس قائمة في الموضوع، اى ان تعتبر جزءا من شيء مركب من موضوع النفس و النفس ذاتها، فلا تكون جوهرا . و بعبارة اخرى، النفس عند ارسطو جوهر بمعنى الشيء الذى تستند اليه فعلية المحل (الصورة .) ولكن ابن سينا لايرى النفس جوهر الجسم بمعنى صورة الجسم، بل ان اعتبار النفس كمالا، عند ابن سينا، لا يستوجب ان تكون جوهرا، لان الكمال اعم من ذلك لكي يكون واقعا في الموضوع او خارجا عنه .
فيالحقيقة ان ما يجعل النفس جوهرا، على راى ابن سينا، هو قيامها بالجسم، اى ان ماهية الجسم الآلي و نوعيته، لا تتحققان من دون تعلق بالنفس بحيثيمكن اعتبار الجسم بمثابة موضوع للنفس، و بهذا يكون قد نفى ان تكونالنفس جوهرا . اذن، فالنفس ليست جوهرا بمعنى الصورة ليلزمها الانطباع في البدن، و الافضل ان نعتبرالنفس قسما خاصا و مستقلا عن الجوهر بحيث انها حتى عند مفارقتها الجسم يبقى ارتباطها به من قبيل التصرف و التحريك .
و بناء على ذلك، يرى ابن سينا ان النفس ذاتها نوعا خاصا من الجوهر الى جانب الصورة، اي انها ليست الصورة المنطبعة في المادة، و المكونة مع المادة نوعا خاصامن الجسم . يرى ابن سينا ان النفس اذا كانت قائمة في الموضوع، اي جزءا من شيء مركب من موضوع النفس و النفس ذاتها، فانها في هذه الحالة لاتكون جوهرا . كما ان كمالية النفس لاتتطلب ان تكون جوهرا، بالنظر لان الكمال اعم منها ليكون واقعا في الموضوع او خارجا منه .
يقول ابن سينا في الالهيات في «الشفاء» : «كل جوهر اما ان يكون جسما و اما ان لا يكون . فاذا لم يكن جسما، فاما ان يكون جزءا من جسم و اما ان لا يكون، و انما هو مفارق للجسم . فاذا كان جزءا من جسم، فهو اما ان يكون صورته و اما ان يكون مادته، و في حالة مفارقته الجسم، اما ان يكون متصرفا في الجسم بالتحريك مثلا، و اما ان لا يكون . الاول هو النفس، و الثاني هو العقل .»
|