رد: نقاط الأختلاف بين أرسطو وابن سينا في نظريات علم النفس ..
[align=center]7 . النفس و الانا [/align]
بالنظر لان ارسطو يعتقد باتحاد النفس و الجسم، بل ويراهما فيالواقع شيئا واحدا، فان النفس الانسانية ليست هي التي تشكل «الانا» لتلك النفس بحيثيكون للجسم الانساني، مثل سائر الاشياء المحسه، جانبه الخارجي بالنسبة اليه . و بناء على ذلك فان ارسطو لا يؤيد صحة راي مثل راى (ديكارت) القائل بان النفس اول امر يقيني للانسان، بل و يرى الجسم شيئا ياتي بعد ذلك، و تعقله يكون مشروطا بتعقل النفس .
اما ابن سينا فيقصد بالنفس ذلك الذي يعبر المرء به عن نفسه، و انه عند قوله «انا» انما يشير الى «نفسه» من دون ان يعني ايا من اعضاء جسمه، كما انه ينسب افعاله و آثاره الى «الانا» نفسها، و يقول «انت» للتعبير عن ذلك عند الآخرين .
ان راى ابن سينا هذا واضح في البراهين التي يقدمها لاثبات النفس، و من ذلك البرهان المعروف عن الانسان المعلق في الفضاء، و هو من ابداعاته . و قداورده في النمط الثالث من «الاشارات» كمايلي:
لنفرض ان الانسان الآن في بدء خلقه، و ان عينيه معصوبتان بحيث لايستطيع ان يرى شيئا مما حوله، و لايكون قد مضى عليه زمان حتى يتذكر شيئا من الماضي، كما انه لا يرى اعضاء بدنه و لا يصطدم بعضها ببعض ليحس بها عن طريق اللمس، و يكون في جو او خلا (مطلق) بحيث لا يشعر ببرد و لا حر و لا غير ذلك و يكون معلقا اي ان يكون في وضع لايدرك فيه اي شيء من الخارج و لا من جسمه، و يكون غافلا عن كل شيء . في مثل هذه الظروف، و بشرط ان يكون سليم العقل و الهيئة، و لايكون معلوما لديه سوى شيء واحد، و هو وجوده . هو بذاته، بحيث انه حتى اذا استطاع ان يتخيل فجاة عضوا من اعضاء جسمه، كبده مثلا فانه يعتبرها خارج ذاته، ولايراها جزءا من جسمه ولا لازمة من لوازمه، فاذا اراد ان يشيرالى هذا العضو او جميع اعضاء جسمه الاخرى، فانه يشير اليه بلفظ «هو» مع انه اذااشار الى نفسه قال «انا» و بذلك فانه يتحدث عن ذلك العضو بصيغة «الغائب» لابصيغة المتكلم .
|