[كنان سقيرق]

[align=center]9 . علم النفس بذاتها [/align]

يرى ارسطو ان العقل المنفعل لكى يكون معقولا بذاته، لايقع، بخلاف المعقولات الاخرى، مباشرة اي بعد ان تنتقل المعقولات الاخرى الى الفعلية، ثم تتحد مع العقل الممكن، ففي‏اللحظة التي يتم فيها العلم بهذه المعقولات، يتم ايضا العلم بالعقل نفسه بواساطتها و بسبب اتحادها بالعقل . اي ان العقل لايمكن ان يعقل نفسه بنفسه، بل تتعقله المعقولات الاخرى، انما الامر هو ان العقل، خلال تعقله هذه المعقولات، يتحد معها، و بذلك يكون علمه بالمعقول بمثابة حصوله على العلم بنفسه .
اما عند ابن سينا، فان العقل، والنفس الناطقة، حتى في مرحلتها الهيولائية التي لاتكون قد تلقت فيها اي ادراك من‏الخارج، لايمكن ان تخلو من اي شكل من اشكال العلم بذاتها . وحتى اذا فرضنا انها ممنوعة او غافلة عن ادراك كل شي‏ء فانهاعلى علم بذاتها . ويتضح هذا بجلاء في برهان الانسان المعلق في‏الفضاء و الذي يشرحه ابن سينا في «الاشارات‏» و قد مر بيانه .