رد: نـور العيون
كان ميخائيل نعيمة فى مقدمة كتابه " الأربعون" يقول فى معرض حديثه عن ادب السيرة الذاتي: "إن الاديب يجب ان يقدم للناس المحطات الضاهرة فى رحلة حياته ولا يصح أن يبوح بالمحطات التى تتصف بالخصوصية" وأنا لا اتفق معه فى هذا القول فالجميل فى أدب السيرة الذاتية ان نقدم السرى والمجهول وان نعلى من المحطات التى تلتصق بالوجدان وتعبر عتبات الذات لانها هى التى تمثل الصدق وتهمش الخيال فى ادب السيرة الذاتية وكان طه حسن فى كتابه " الأيام "اكثر جرأة من غيره فى عرض ادق التفاصيل عنه وعن اسرته
وهذه القصة تمثل الأدب الحقيقى للسيرة الذاتية وتركز عدسة السرد حو جانب واحد هو الصدق فى الوجدان والوفاء ولم تتحرج فى ان تذكر كيف ان الام استطاعت ان تعمل من اجل استمرارية الحياة وان تحفظ امتداد هذا الزوج والحبيب الذى رحل فى وقت تمنت ان يكون فيه معها ومع ذلك تحملت مفاجأة القدر وضربت مثلا يحتذى فى الوفاء والحب وعززت ذلك المبدأ التربوى الذى ينتج عن أن الغخلاص فى الحب يفرز نماذج منفتحة على الذات والعالم بشكل فيه وعى منهجى وليس ادل على هذا من وضع نور الهدى فى ثقافتها وفكرها وشخصيتها المنحوتة نحتا
جميلة هذا القصة التى تحتاج الى تامل طويل والتى سوف تبقى فى ذاكرة التاريخ شاهدة على على النموذج العربى الذى خلط الحب بالمقاومة بالصدق فاخرج مزيجا فريدا من الانسانية الجميلة
|