صبحي الخضراء
( 1895 – 1954 )
محام من رجالات الرعيل الوطني الاول في فلسطين ولد في مدينة صفد وفيها اتم دراسته الابتدائية والاعدادية ثم انهى الثانوية في مدرسة سلطاني بيروت والتحق بالكلية العسكرية بالاستانة وتخرج ضابطاً فيها شارك في الحرب العالمية الاولى ضمن القوات التركية في جنوب فلسطين ووقع في الاسر ثم التحق بالثورة العربية بالحجاز وشارك في عدد من المعارك ومنها معركتا أبو اللسن وام الجرادين في جنوب الاردن وجرح اكثر من مرة
كان في طليعة القوات العربية التي دخلت دمشق سنة 1918 فعهد اليه بمديرية الامن العام في بداية الحكم العربي بدمشق سنة 1918 كماعين مرافقاً عسكرياً للملك فيصل واشترك في معركة ميسلون . عاد بعد ميسلون الى فلسطين سنة 1921 فعين ضابطاً في الامن العام وقد نقل السلاح وتزويد الثورة العربية السورية به عن طريق شقيق زوجته فؤاد سليم ثم اصبح صلة الوصل بين قادة الثورة السورية في الشمال وبين الرجال الوطنيين في شرقي الاردن وفلسطين وحين كشفت سلطات الانتداب البريطاني امره ولا حقته ترك فلسطين الى بغداد وعمل هناك ستة عشر شهراً عاد بعدها الى فلسطين والتحق بمعهد الحقوق العربي في القدس وتخرج فيه . اختير عضو اً في اللجنة التنفيذية العربية التي كان يرأسها موسى كاظم الحسيني فمديراً لمكتبها إثر ثورة 1929 وفي سنة 1932 شارك في تأسيس حزب الاستقلال العربي في فلسطين لم يترك صبحي الخضراء مناسبة أو عملاً وطنياً إلا كان من أوائل المشاركين فيه فقد شارك في تشييع جثمان الشهيد عز الدين القسام في 21 / 11 / 1935 في حيفا وفي تأبينه يوم 5 / 1 / 1936 وكان يقول دائماً في المؤتمرات الوطنية ( جئنا لنعمل كثيراً ونقول قليلاً . لاحقته سلطات الانتداب البريطاني ونفته مع نفر من الوطنيين الى عوجاء الحفير في النقب قرب الحدود مع مصر يوم 29 / 5 / 1936 ثم نقل الى معتقل الصرفند أطلق سراحه في 8 / 11 / 1936 وعاد الى مزاولة المحاماة ومتابعة نشاطه الوطني وكان في منزل محمد أمين الحسيني في القدس حين داهمته قوات الامن البريطانية 17 / 7 1937 لاعتقال المفتي ولكنها لم تجده فاعتقلت صبحي الخضراء يوماً واحداً واعتقل مرة اخرى في كانون الاول 1937 قرب عكا وحين افرج عنه اختطفته القوات البريطانية وعذب إلى أن أفرج عنه اوائل 1939 . عاد الى مدرسة المحاماة دون أن يتخلى عن نشاطه الوطني كما اختير عضوا في اللجنة العسكرية التي أشرفت على تسليح المناضلين الفلسطينيين سنة 1947 وتنظيمهم . لجأ صبحي الخضراء الى دمشق عقب نكبة 1948 وعين مديرا عاماً لمؤسسة اللاجئين الفلسطينيين في سورية ولكنه لم يلبث أن ترك العمل الرسمي وانصرف الى المحاماة وفي 4 / 7 / 1954 انتقل الى جوار ربه فدفن في منطقة الدحداح بدمشق . كان صبحي الخضراء واسع الثقافة قوي اللغة والبيان لذلك كان يتولي صياغة البيانات الوطنية فكان في طليعة المدافعين عن الملكية العربية للارض امام المحاكم والداعين في كل مناسبة الى التشبث بها وقد راى في بريطانيا العدو اللدود للقضية الفلسطينية والعربية لأنها هي التي ساعدت الصهيونية وتآمرت على العرب فكان يردد عبارته المأثورة ( بريطانيا أصل الداء وأساس كل بلاء )
يتبع