عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 04 / 2010, 10 : 09 PM   رقم المشاركة : [12]
هدير الجميلي
كاتب نور شديد الفاعلية

 الصورة الرمزية هدير الجميلي
 





هدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: ؟

رد: أوراق من زمن الماضي...

[align=justify]
*************



نركض لاهثين نبحث عن ما يروي عطشنا ..نجد إن كل شي أصبح أقزاما..
نلهث لينتهي بنا المطاف إلى صحاري مقفرة ...
نمسك بين أصابعنا الجائعة حفنة من السراب ..والذل ..
فلماذا تذلنا قطرة ماء .. ؟
كم ركضت لاهثة وأنا أطارد أشباحا أحسبها شخوصا وصروحا عظيمة ..؟
أدهشني الآن ما كنت أطارده ... !
لم يكن سوى أشباح ملعونة ..
عندما كنت تلك الصغيرة اللا مبالية..لم أخف شيئأ...
حتى عندما أمسك أفعى يطاردني فحيحها ..أو أقتل عقربا ..أو أصطاد عصفورا لأخبئه بقميصي خوف رؤية أمي له لأجده قد مات خنقاً وقضى نحبه على صدري ... غير عابئة بالنتيجة ....
لم يكن يخيفني الظلام بردائه الكبير ..فالظلام يخفي تحت ردائه العشق والموت ...
كان يعجبني هزيم الرعد ..وجنون البرق..يبهرني بضوئه..
كنت أراقص حبات المطر ..أقفز..وأقفز..وأقفز ..وكأني ملكت الكون بأشرعتي الصغيرة ...
سفني كانت من الورق ..لكنها لم تكن تغرق بسهولة ..
كان الفضول يحثني لأبحث و أخوض بكل شيء..
فلم يكن هناك ما يخيفني ..
فما أكثر الخوف اليوم ..وما أكبر حجمه..؟
لم نعرف عمق غياهب الكون ...
لقد كانت عقولنا صغيرة ...لم تتعدى حدود اللهو والسذاجة ..ومطاردة طائرة ورقية بالسماء ..أو ملاحقة فراشة لا يفصلنا الجري خلفها سطح الأرض.
تجد عندها أن عالمك الصغير يكبر فجأة ولا يتوقف عن النمو ...وفيك الأشياء تكبر وتكثر ...حتى تنفجر ..
وتبحث عن كل الذي تناثر وتطاير هنا وهناك ..عن شيء تحبه ..
قلب يلملم ما خلفه عالمك المجنون ..
العالم لم يدرك حروفي الغاضبة..
فهو يريد أن يكسر شوكة مشاعري ...لعله لم يعترف بقاموس الصدق..
لم يفهم شيء مما قلت أو كتبت...
لم يكن يسمع صدى حروفي...فليس لها معنى ...
لم يوقن إنها جذور بقيت تدب بها الحياة رغم أستئصال رؤوسها ...
لم يفهم إني سأبقى ذكرى جميلة به رغم رفضه لي ..
سيندم هذا العالم ..لأنه أهملني ..فأنا لست نشوة.. وليدة لحظة حب ..تنطفئ نيرانها..للبحث عن ما يوقدها من جديد ...
سيتمنى الموت يداعبه ..بعد لحظات من رحيلي..
سيلهث متمنياً اللحاق بي ..وأنا من سيسخر منه ..وأرميه خلف بصري...
فلن يجد تلك المتعة بعذابي .. حتى بعد غيابي..
ولن يشرب من كأس النسيان..فلن يكون النسيان هذه المرة سوى نقمة ما بعدها نعمة ..
فأنا أنحر معي أجمل ما اشعر به ..وأهرق مدادها على أوراق مضت سنواتها...
فأنا لا أكرر انتحاري مرتين ..
أخيط كفني وأنا ساخرة ..فلم يكن الموت زائري لمرة واحدة ..
استقبلته مجلجلاً مئات المرات..
تعودنا على بعضنا ..
منذ الطفولة رافقته مع كل الذين تشابكت أرواحهم مع الرصاص.. منحونا الحياة وسلبت منهم ...
[/align]
هدير الجميلي غير متصل   رد مع اقتباس