عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 04 / 2010, 34 : 08 PM   رقم المشاركة : [1]
خالد أبو خالد
شاعر

 الصورة الرمزية خالد أبو خالد
 




خالد أبو خالد is on a distinguished road

وهمهم.. وواقعيتنا ـــ خالد أبو خالد

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]أصارحك يا صديقي.. ويا رفيق العمر الشقي الجميل ـ بالرغم من كل هذا الذي نرى.. ونعيش.‏
والذي سأشرحه في ما سوف يتقدم من الكلام ـ أنني لم أكتب يوماً «بالمناسبة» أو بمناسبة ما حادث.. وما إلى ذلك من المناسبات..‏
لقد كتبت دائماً ما يفيض به القلب.. وما يراه الشاعر ـ والشاعر يرى ـ حتى جرى عليَّ لقب «عراف القبيلة» الذي استشرف دائماً الحوادث.. وفصَّل في الحديث حولها... حذَّر وأنذر.. وبشَّر.. في آن واحد حذَّر من الخيانة وأنذر بالخطر.. أو الأخطار إن أردت.. وبشر بالنصر الذي هو حتمي.. ولكنه مشروط بتوفير عوامله ومرتكزاته.. وكان كثيراً ما تكون مكافأته القول بأنه شاعر. وخيالي.. بعيد عن الاتصال بالواقع والواقعية لأنه أسير أوهامه فيما يتعلق بفلسطين وتحرير فلسطين.. حتى قيل عنه بأنه رجل من الماضي عاجز عن التكيّف مع المتغيّرات منذ ما قبل «البيروسترويكا» سيئة الصيت.. والنتائج.. والتي أعطت الكثيرين مشجباً يعلقون عليه تقصيرهم.. وقصورهم.... وكنت أجيب دائماً.. وبتعليق بسيط أنهم خارج الماضي.. كما هم خارج الراهن والمستقبل أيضاً. لأنهم بلا بصر ولا بصيرة وأنهم هم الخياليون.. وأنني الواقعي بينهم لأنني وفي مواجهتهم أعرف وأرى.. مؤكد أبداً على ما أعرف وما أرى وأذكر أنني كتبت في السبعينات وعلى الصفحة الأخيرة من جريدة الثورة العربية السورية.. رسالة مفتوحة إلى ولدي وسام وكان في الثامنة من عمره.. كيف سوف تنقلب المفاهيم.. والمعايير.. وكيف ستغدو الخيانة وجهة نظر وبرنامجاً يذهب بهم إلى الخندق «النقيض» بحيث يتمترسون مع العدوّ في مقولاته.. ويمارسون ما يخدم هذه المقولات.. وأذكر أنني واصلت القول... بأنهم الواهمون.. وأنني ومن يرى كما أرى ـ أكثر أو أقل ـ واقعيون إلى الدرجة التي ينكشف العدو فيها على مرآنا ومسمعنا.. كما على مرأى ومسمع العالم..‏
وحدثت مؤامرة كامب ديفيد.. التي مثَّلت ـ آنذاك ـ حركة الالتفاف الاستراتيجية على منجز «حرب تشرين» وأن ثغرة «الدفرسوار» وحصار الجيش المصري الثالث قد حدثا كعملية تمهيدية كبرى.. ومن بعد مفاوضات «الكيلو متر مئة وواحد» بهدف دفع من دفعوا إلى الخروج على الأمة، ومنظومتها القيمية.. فيما اصطلحوا عليه بأنه اتفاق السلام الأول الذي يخترق الأمة إلى اتفاقية أوسلو التي تشرعن الاحتلال.. والاستيطان تحت يافطة «الدولة المستقلة» والقرار الوطني الفلسطيني المستقل «الذي لم يكن كلام حق يراد به ارتكاب الباطل فحسب ـ والباطل هنا يوازي /الزنا بالمحارم/» وإنما كان كلاماً باطلاً.. يذهب بالأمة كلها إلى السقوط في هذا الباطل.. الذي لم يكن «مؤتمر مدريد» غريباً عنه بأية حال من الأحوال.. وقيل يومها إن السياسيين معْذورون وعلى المثقفين أن يظلوا في الثابت العربي والفلسطيني.. وأن لا ينزلقوا إلى ما انزلق إليه السياسيون وقلت يومها ومن على منبر «المركز الثقافي العربي في أبو رمانة» إن السياسيين ليسوا أحراراً في مدّ الأيدي إلى العدو الصهيوني كما أنهم ليسوا أحراراً فيما هم ذاهبون إليه.. وإنما على الثقافة والمثقفين أن يقفوا في وجوههم.. وأن يرفعوا الصوت عالياً لكي لا تسقط أمتنا بإرادة السياسيين في ما هو مبرمج لها من سقوط هو إلى الكارثة أقرب..‏
وذهب الذين ذهبوا إلى فلسطين.. ولم يصلوا إليها... وتسارعت حركة السقوط حتى وصلت الأمور إلى ما يسمى «المبادرة العربية» في مؤتمر قمة بيروت وهي المبادرة التي رد عليها العدو الصهيوني باجتياح الضفة الغربية... وكانت ذروته اجتياح مخيم «جنين»..‏
في كل ما أقوله لك يا صديقي أحاول فقط أن أنعِش ذاكرة طال غيابها... لأصل إلى جوهر المسألة.. وهو أن العدو الصهيوني في سلوكه التاريخي المدعوم من الغرب الإمبريالي الصهيوني.. والأمم المتحدة، ومجلس الأمن اللذين هما ذراعا الولايات المتحدة الأمريكية والحركة الصهيونية.. لاستكمال الضربات العسكرية الموجهة إلى أمتنا وفي القلب منها فلسطين وشعبها... وقضيتها...‏
ولست هنا لأقول بأن ما حدث من هجمة على قطاع غزة... وما سوف يحدث على الضفة الغربية... والقطاع... وما سوف يحدث من حرب على لبنان وسورية في هجوم صهيوني تتقدم لحمايته البوارج والطائرات الأميركية... التي تقف في مواجهة الساحل اللبناني السوري... أكرر لست هنا لأقول كل ذلك... والفضائيات والمحللون العسكريون... والسياسيون وبما يملكون من أدوات أقدر مني بما لا يقاس على شرح المشهد... وإنما أنا هنا لأؤكد على ما يمكن أن يكشفوه للمواطن العربي من طبيعة وتفاصيل المعركة التي تستهدف تركيع أمتنا... والوصول بها إلى ما وصلت إليه جماعة أوسلو ـ من تغطية للعدوان على أهلنا في غزة والضفة الغربية... حيث القتل المستمر على قاعدة المقولة الصهيونية التي تقول «إن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت... أو الفلسطيني المستسلم» في أدنى الأحوال.‏
وأخيراً يا صديقي أصل مرة أخرى إلى ما أرغب في الوصول إليه... وهو أن الشاعر يرى ما يراه السياسيون... لكن الفرق بينهما هو أنه يرى ليرفع الصوت... وهم يرون ليواصلوا ترتيب وإخراج المشهد الاستسلامي في ما يشبه خدعة المسرحي... على مسرح يجري فيه تقديم المأساة على شكل كرنفال...‏
هنا أقول لك يا صديقي بأن أمتنا ومنها شعبنا العربي الفلسطيني على أبواب معركة فاصلة ومصيرية... تؤكد على أن الوهم... وهمٌ... وأن الواقعية الوحيدة المتاحة... هي خوض معركة المصير التي سوف تطول أكثر مما طالت... لكنها العامل الأهم في وضع الأمور في نصابها الصحيح ولكي يحدث ذلك... على كل فرد في هذه الأمة أن يحاول توفير عناصر الانتصار في ذاته وتحصينها بما يكفل إدامة الصراع لأنه ليس صراعاً على حدود... ولكنه صراع وجود... يسقط فيه الأسود ـ والرمادي أسود كما تعرف ـ وينهض فيه الأحمر العربي الذي هو ليس أبيض ـ كما يشاع ـ لأن الأبيض في هذه الحالة هو مساحة الفراغ والعدم.. ونهاية الأمة...‏
هل كتبت لك في السياسة؟‏
بلى... ولكن أية سياسة؟‏
أترك لك الإجابة على سؤال كبير يمتد من العراق إلى فلسطين.. وبينهما.. لأنه جسرنا إلى المعرفة... مؤكداً لك أنك واحد من العارفين.‏[/align]
[/cell][/table1][/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خالد أبو خالد غير متصل   رد مع اقتباس