قراءة في قصيدة كأس من الشعر
---------------------------------
الحلقة الأولى
الشاعرة زاهية بنت البحر
تقع في قبضة الشعر و القصيدة
بين الحقيقة و الخيال ، بين اللذة و الألم ، بين الشعر و الحلم ، تغرق الشاعرة زاهية بنت البحر في قبضة الشاعرة و تقع الذات في قبضة الشعر و سجن القصيدة لتدخل بعفوية الشاعرة دون سابق إنذار إلى محرابها الإبداعي لتروي ظمأها النفسي و الوجداني بقطرات شعرية و إذ بها رهينة في مملكة الشعر تحاصرها الكلمات و تغتالها المعاني في أرقى الصور الجميلة انطلاقا من مفتاحها السحري(
كأس من الشعر )،لكنه بحر من الإبداع و السفر في عوالم السباعية الرائعة التي شكلت بها تحفة أدبية أنيقة و بطاقة تعريف لهوية الشعر صادرة عن وجدانها المتزن مع العقل لحظة انفلات السباعية المبنية على كثافة الصور الشعرية العميقة بعمق دلالاتها على مستويات عديدة تتوج الشاعرة ملكة على عرش القصيدة في موكب شعري تتصافح فيه الكلمات والمعاني و تتسامي فيه المشاعر والأحاسيس و يغرف من التصوير القرآني و مفرداته ، فهي تمضي بشاعريتها المتدفقة صوب الاعتراف عند سلطة العاطفة و تعلن أنها إنسانة شاعرة ، تضع نفسها بين أطراف الزمان و تخضع لظروف محيطة بروحها و بنفسها و بعقلها ، فعاطفتها تتماوج بين التأمل و التداعي والتمني لتذهب الشاعرة زاهية بنت البحر إلى أبعد نقطة من التركيب الخيالي و التشكيل الصوري لترسم صورة حية ذات مبنى و معنى من خلال سياقاتها (
صببتُ شهدا - فانبجست - الينابيـعُ - يسقي العطاشَ - فيضِ منهلِـهِ - آهٍ من الشِّعرِ - سواهُ القلبُ ما رضعا...) فالشاعرة تعبر في سياقاتها عن حلاوة الشعر و عنصر المفاجأة لحظة الانبجاس و مرارة المأساة و معاناة الذات المتورطة في بناء الحياة الدرامية المليئة بالشعر والشاعرية و الحس والشعور و آثار الهزيمة أمام الشعر في قولها (
آهٍ من الشِّعرِ ) ليزداد جنونها الإبداعي لحظة اللاوعي معلنة عن ذوبانها في القصيدة وانغماسها في الشعر لتذوب نهائيا في الكأس مع الشعر رامية جسور التلاقي مع الطفولة الملأى بالبراءة لتعلن ميلاد الشاعرة داخل الشاعرة و تكبر الإنسانة في روض الكلمات و الحروف و سحر المعاني ساقية قلبها عطر الشعر و ما يحويه من درر الجمال .
------ يتبع