ضمرة بن ربيعة
( 122 – 202 هـ ) ( 740 – 818 م )
أبو عبد الله , الرملي , القرشي بالولاء , أحد الحفاظ البارزين في القرن الثاني للهجرة . ولد ضمرة في دمشق اواخر خلافة هشام بن عبد الملك وشهد نكبة الامويين في الشام سنة 132 هـ وما بعدها وهو فتى صغير وبدأ دراسة الحديث بدمشق على الإمام الأوزاعي ثم درس بحمص والعراق وأكثر من السماع على الشيوخ فلما عاد الى الشام استقر في الرملة وكانت الرملة تدعى في تلك الايام فلسطين أيضاً وكانت تمر بنكسة سياسية – اقتصادية بسبب ما شمل الشام من السخط العباسي ومن انقطاع التجارة ولم تكن عناية الخلفاء العباسيين باستغلال املاكهم التي صادروها من الأمويين وبناء صهاريج المياه فيها إلا عناية جزئية فالأحوال العامة كانت تسوء في كثير من الأحيان تارة بسبب ظلم الحكام حتى اضطر اهل فلسطين ان يرسلوا عالمهم ابن ابي عبلة يسترحم المنصور ويحمل إليه ديكاً منتوفاً يمثل به حال الناس وتارة اخرى بسبب الزلزال التي ضربت فلسطين غير مرة في ذلك القرن , وهدمت في كل منها بعضاً من الرملة ومن الحرم القدسي وتارة ثالثة بسبب الطواعين وكان أشأمها الذي جاء في مطالع عهد الرشيد وذهب بالناس حتى خلت قرى باكملها من الفلاحين وكثرة الفتن والاضطرابات المحلية منذ عهد الرشيد الى الأمين والمأمون حتى تسلط على البلاد في أواخر القرن الثاني متسلط اسمه سعيد بن السرح بلغ من سطوته ان ضرب الدراهم باسمه وظل يحكم فلسطين حتى سنة 210 هـ . وقد عاش ضمرة هذه الفترة المضطربة ولم تسمح الظروف بظهور حياة اقتصادية أو نشاط فكري بالرغم من ان الرملة كانت قد بدأت في الثلث الاول من القرن الثاني الهجري بالازدهار وظهر فيها بعض النشاط الفكري الذي تمثل في المحدث الثقة يحيى بن ابي عمرو الشيباني واستاذه استاذ ضمرة وقد توفي سنة 148 هـ وخلفه تلميذه ابراهيم بن ابي عبلة الراوية الحافظ بالرغم من ذلك لم تستطع الرملة ان تجتذب اليها علماء بارزين من مستوى ضمرة بن ربيعة الذي حمل فيها لواء علم الحديث في النصف الثاني من القرن فكان ثالث الثلاثة الذين أسسوا مدرسة الرملة كما كان اول الموسعين لها بتلاميذه الكثر الذين أخذوا عنه وبما عرف عنه من الثقة والخير والعقل فما كان أحد أعقل لما يخرج من راسه منه . ومع عودة النشاط الاقتصادي الى الرملة ظهر فيها فوج من المحدثين يملأون القرن كله نشاطاً علمياً ويستمرون حتى اواخر القرن الرابع الهجري وأوائلهم كانوا من تلاميذ ضمرة ومن هؤلاء العلماء المحدثين :
- احمد بن هاشم بن ابي العباس الرملي , والحسن بن واقع
- أبو خالد يزيد بن خالد بن يزيد بن موهب الرملي الهمداني تلميذ الليث بن سعد المتوفي سنة 232 هـ
- محمد بن ابي السري وأخوه الحسين المتوفيان سنة 238هـ و240 هـ
- دحيم القاضي عبد الرحمن بن ابراهيم بن عمر الدمشقي المتوفي 245هـ
- أبو الفضل عبدالله بن محمد بن نصير بن طويط البزاز الرملي الحافظ
- المؤمل بن فضل المتوفي سنة 254 هـ
- موسى بن سهل الرملي الحافظ المتوفي سنة 262 هـ
- آدم بن أبي اياس المتوفي سنة 262 هـ ثم ابنه عبد الرحمن .
- وتضعف هذه المدرسة الحديثية الرملية بعد ذلك فلا يكاد يظهر منه البارزون .
يتبع