رد: زمن البوح الجميل / رسائل بين الأديبة ليلى مقدسي والشاعر طلعت سقيرق
[align=justify]" خضرة قلب "
النفري ـ أهل المحبة يحجون بمحبتهم..
في الخلف البعيد البعيد ـ انحنت الشمس حزينة منطفئة كالزهور فقد توقف النبض غاضباً ، كانت تتقلب في فراشها ، والغسق يكدح صامتاً يفكر بما سيحدث .. فللحب هداياه ، وهي تبحث عن شكل آخر للهدية ، عن نبتة اسطورية ، لكن هذه النبتة تنحني أمام اغتراب المفاجأة، فالحياة مهددة دائماً بالحزن لولا وجهه المألوف .
الزمن يهرم تحت ثقل نظراته الواجفة ، والقلب يبتسم في اخضراره فوق العشب اليابس .
في زمن ما كان الرجال يلبسون ساعاتهم معلقة بسلاسل ذهبية تتدلى من جيوبهم . أما النساء يتميزين بشعرهن الطويل ويزينه بالأمشاط والحلي.
هذه الفتاة تحب شاباً فقيراً ، واغرورقت عيناها بالدموع: غداً عيد الحب وأجمل هدية ستكون للحب ـ وليس لها مال لتشتري لحبيبها هدية، ولكنها استدارت فجأة وذهبت إلى محل يتعامل مع بضائع الشعر ، وباعت شعرها الذهبي المسترسل بعد أن خبأت خصلة الشمس عن رياح القهر ، واشترت لحبيبها سلسالاً لساعته التي ورثها عن أبيه وأخفاها لأنه لا يملك سلسالاً لها . وحين التقيا مساء نظر إليها نظرة غريبة واجفة، ارتعشت نظراتها المفعمة بخوف الحب والتوسل . ـ سينمو شعري لا تقلق يا حبيبي ـ بقي صامتاً مذهولاً وهي تقدم له سلسال الساعة الذهبي.
ضمها إلى صدره ، قبلها بحرارة ودس يده في جيبه وأخرج علبة فيها أمشاطاً جميلة مرصعة بالجواهر . أطلقت صيحة فرح ، ثم أجهشت بالبكاء ، كم وكم حلمت بهذه الأمشاط .. وكم حلم بسلسال الساعة التي باعها لأجلها ..
ضمها إلى صدره أكثر فأكثر بحزن يهدهد الفرح قائلاً :
دعينا نترك الهدايا لوقت آخر .. لا يمكن لشيء أن يجعل حبي لك أقل . ولنحتفل بأجمل عيد للحب .
طلعت الرائع :
أليس نخر صلصال الخطأ المتقطع عبر حضور الأزمنة يحفر ..وتبقى الورقة المهددة بالريح تنزع من الشمس أنفاسها الحارة . وتبقى كلمات الحب على الشفاه ، كقطرات ندى حائرة على خد زهرة حزينة ..
[/align]
|