رد: د. الشاعر محمد شادي كسكين في حوار مفتوح في صالوننا الأدبي
- أوكرانيا مرتع حقيقي للجمال الطبيعي. هل أثار جمال أوكرانيا مخيلة الشاعر محمد شادي فأجزل
لها العطاء وتمنى لها دوام البقاء؟
- لا أدري حقيقة أي عشق ذاك الذي أكنه لأوكرانيا.. من يصدقني إن قلت أن روحي هناك لامست ما لم تلامسه في أي بلد أخر- هناك جمال من نوع غريب لكنه جمال أرواحنا حين نكتشف خارطة تفصيلية لها - هناك فضاء إختياري بين الإلحاد ويقين الإيمان - بين التيه وكشف الحجب - بين الصعود في مدارج السالكين والإنهيار في قاع لا قرار له..
في أوكرانيا وفي مدينة " أوديسا " تحديداً وخلال عام واحد فقط كتبتُ في أضلع صدري ومعارج روحي ذكريات لا تفنى ولها كتبت:
الآن...
دعني أحبك..
يا رفيق الليل والاقمار
أوديسا....
باردة جدا...
ثرثارة جدا...
وأنا استهلكت أبجديتي الاولى
علَ أنفاسك البلدية
تدفئني...
وتعلمني...كيف أتكلم في أوديسا؟!
يا سيد البحر...
دعني الان أحبك...
يا حبيبا لايفارقني...
أوديسا.. ذات البحر
تفتقد السيد
وأنا أفتقد ذاتي معها...
كلما ابتعدت..
اقتربت لغتي من الانقراض
وأنت سيد قلبي الآمر للكلمات
فلماذا تأمرني أن أتكلم
وأنت مبتعد عني في أوديسا!!؟
يا سيد البحر..
الآن أدرك ..
أن الطريق المظلم الآتي
في أوديسا بارد جدا...
وأن خزنة النار يعقدون اجتماعا يوميا
في أوديسا
وأن تذكرة دخول جهنم....
لا تحتاج
أكثر من قبلة....
في أوديسا..
يا سيد البحر...
قد تعاشر
ألف إمرأة في أوديسا
دون أن تحب
قد تترك كل المعاصي...
وراءك...
وتدخل في أوديسا..
الجنة
من باب الفرصة
قد تصاحب...
كل الشياطين الذين لم تكن تعرف - في أوديسا -
لكنك حين تفكر قليلا
ستعرف الله
أيضا
في أوديسا
أوديسا سرداب التلاشي...
في الفتات
وأوديسا...
قارورة من مائدة رأس السنة الماضية..
وأسطورة لاتعرف القيامة..
تخرج من بين التماثيل..
أشلاء الكلمات
أوديسا...
سرعة الضياع....
أو
برق الوجود....
ما أسهل أن يقال - في أوديسا -
ولد اليوم........... ومات!!!!!
|