[طلعت سقيرق]

[align=justify]

الغالية القاصة نصيرة

لك كل الود والتحية

" زنبقة الماء " يا نصيرة زنبقة رائعة .. ؟؟.. هنيئا لك أن تمتلكي كل الأدوات .. القصة صارت لديك كاملة ... عندك القدرة الكبيرة والمتفوقة على الاستفادة من الزمن في جعل أدبك يرقى ويكتمل ..

القصة هنا في مائتي كلمة .. وحسب عدد الكلمات يمكن أن نجعلها في عداد ق ق ج .. لكن هذا التعدد ، وهذا التشعب في السرد ليكون سردا ينبني على سرد ، ودخولا في الحلم .. إضافة للترميز ... يمكن أن يدخلنا في جو القصة القصيرة بشكل عام ..

لا يستطيع المرء مع قصة " زنبقة الماء " القول إنّ هناك إمكانية للاشتغال على النص من جديد .. الكاتبة على ما يبدو حسبت حساب كل شيء بدقة .. فخرج النص مؤثرا قويا موحيا .. وهو من النوع الذي تغيب فيه شخصية البطل اسما ليحضر رمزا ... كثيرا ما يميلون إلى ذلك عند الروي بأخذ صيغة المتكلم ، لكن الكاتبة نجحت حتى في التلوين عند اختيار صيغة الراوي " هو " ومزجت مزجا جميلا بين الصيغتين ..

نجاح القصة ، وهي قصة ناجحة بكل المعايير ، جاء أيضا من تميز اللغة والصور والقدرة على الاستفادة بشكل كبير من شاعرية بناء الجمل .. شاعرية الصور .. شاعرية الرمز .. شاعرية الأنثى من جهة وشاعرية البطل الأسطوري من جهة ثانية ..

لجوء الكاتبة إلى مستوى البوح الذاتي بتداخل مع الحلم ، غلف القصة بكثير من السحر .. والشيء الجميل أنّ القاصة لم تلجأ إلى الانتباه والتركيز النقدي أثناء الكتابة ، لأنّ كثير من النقاد يقعون في هذا المأزق أثناء كتابة الإبداع .. فتكون العين مفتوحة على آلية العمل وهو خطأ غريب يقتل الإبداع .. لذلك كانت التلقائية عند القاصة نصيرة تختوخ في غاية الأهمية .. مما أعطى نصها روعة وألقا وعلوا ..

الغالية نصيرة ، يفترض أن تنتبهي منذ الآن لمشروعك القصصي فما عاد هناك فسحة لترك المشروع خاضعا للتفكير بماذا بعد .. لقد وصلت إلى نقطة الامتلاك الكامل لأدواتك القصصية ، وصارت المسؤولية كبيرة .. من كل قلبي أتمنى لك التوفيق والمزيد من التألق ..

طلعت





[/align]