عرض مشاركة واحدة
قديم 14 / 02 / 2008, 17 : 11 AM   رقم المشاركة : [38]
د.محمد شادي كسكين
طبيب أسنان - شاعر وأديب - مشرف منتدى السويد - الفعاليات الإنسانية والمركز الافتراضي لإبداع الراحلين

 الصورة الرمزية د.محمد شادي كسكين
 




د.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really nice

رد: د. الشاعر محمد شادي كسكين في حوار مفتوح في صالوننا الأدبي

- كأديب الى اي حد يؤرقك هاجس الهوية الثقافية للأديب العربي بصفة عامة.
- تشكل "الهوية" مجموع السمات والخواص والملامح الأساسية التي تقود وتنتج مجموعة من الإتجاهات والسلوكيات والأفكار . وعندما نتحدث عن الهوية الثقافية فإنني أنحو إلى الأخذ بالتعريف القائل بأنها علاقة الذات بالإنتاج الثقافي وعليه فهي تلعب دوراً أساسياً في تشكيل و صبغ التيار العام للإتجاهات والملامح الثقافية والفكرية - الثابت منها والمتغير - لشعب أو أمة ما.
ومثلما كانت الأمم تحرص على تحصين جدران قلاعها ورفع أسوار منعتها وترسيخ عقيدتها ونشر والدفاع عن مبادئها كان مفهوماً لأي أمة تنشد الإستمرار والحياة أن تنشئ أجيالها عصيةَ على الذوبان في حوامض الغير وهنا لن أتطرق إلى الجدل أو الصراع بين " المحافظة على الموروث" و" الإلتقاء مع الأخر" و" التفاعل مع المتجدد المحدث والمستحدث" لكنني وبإختصار أقول إن الإلغاء أو التمييع الكامل لثوابت الموروث لأمة ما يعني بالضرورة البدء في تحولها لأمة جديدة مختلفة عن الأمة الأصل .
الهوية الثقافية متجددة في أفاقها وصورها العامة - ثابتة في مفاصل رئيسية ومتحركة في خطوط تماسها الأمامية , وإذا كانت السياسة الفاشلة والسياسي الفاشل سبباً في تدهور المستوى السياسي لأمة ما والعسكري الضعيف أوالعاجز أوالخائن سبباً في هزيمة ما والمواطن اللامنتمي سبباً في تشكيل الطوابير دون التركيز على الأرقام فإن الأديب والمفكر والشاعر والمبدع المنسلخ من هويته سبب أساسي في كل إنهيار سياسي أو عسكري أو وطني أو إجتماعي لأنه وعلى أكثر من صعيد وبأكثر من صيغة سبب في إنتاج " ثقافة سياسية فاشلة" و" ثقافة عسكرية منهزمة" و"ثقافة وطنية غير متماسكة"..
اليوم يمكننا أن نسجل حضوراً لإتجاهات ومجموعات جديدة - قديمة من الأدباء والمثقفين العرب وبالتالي اتجاهات ومجموعات جديدة من أطياف الهوية الثقافية العربية المعاصرة, هذه الإتجاهات والمجموعات ولدت من رحم التيارات الفكرية والسياسية للأمة - سواء المقبول منها والمرفوض - . كنا نتحدث في مرحلة سابقة عن تيار ثقافي تقليدي أو محافظ - وتيار تغريبي يتبنى غالباً ثقافة الأخر ويقوم - بشكل ما - بدور الغزو الثقافي من الداخل - وتيار أيدلوجي وقومي - وتيار تنويري.. اليوم ودون أن نلغي هذه التيارات وتأثيرها بتنا نتحدث وعلى قاعدة تحددها أطياف الهوية الثقافية للأدباء والمفكرين العرب عن تيار " صامت " - تيار" منتفض ومتمرد" - تيار" صامد " - تيار" متقوقع " وتيار" إنهزامي منبطح " - وتيار" تصالحي ومنفتح "- مع إلتقاء بعض التيارات وتنافر بعضها الأخر - وبالتأكيد كان للحراك البركاني السياسي والإجتماعي والإقتصادي العالمي والعربي أثر كبير في تحويل هذه التفاعلات الثقافية الفردية - في بداياتها - مع المستجدات الإجتماعية والسياسية في المحيط إلى تيارات أساسية في المشهد الثقافي والفكري والسياسي العربي.
د.محمد شادي كسكين غير متصل