[نبيل عودة]

اعدتني الى نوسطالجيا ظننت اني عبرتها ..
ليس من البسهل نسيان علاقة اشهر طويلة مع انسان ، قبل ان يكون شاعرا.. مثل محمود درويش.
وأعترف اني لم القاه بعد موسكو بسبب قصور مني ، ورفضي التقرب لشخص بسبب شهرته ، رغم ان العلاقة بيننا كانت انسانية وعلاقة زمالة وحياة مشتركة . وربما هذه القصيدة التي كتبها شاعر من أقرب أصدقاء محمود وألوحيد الذي زاره محود في زيارته الأخيرة قبل العملية في الولايات المتحدة . نشرها باسم مستعار ، تفسر كيف صار اسم محمود لدى البعض تجارة وتسويق شخصي . وهذا نصها :

قصيدة لم يكتبها محمود درويش

شعر : سعيد حيفاوي

” القطارُ الأخير توقْفَ عند الرصيف الأخير “

هنالك ليلٌ أشَدّ سوادا
” هنالك ورد أقلُّ ُ”
” أنا يوسف يا أبي “
أمامي طقوس ٌ كثار ٌ وليلٌ طويلٌ طويلْ
” أنا يوسف يا أبي “
ويسعدني ان بحرا من الناسِ حولي
من الطيبين ،
من البسطاء ،
من الصادقين
ولكنني يا أبي في امتعاضٍ حزين
فكل الذبابِ يحاول ان يتقدم
وكل الذئابِ تحاول أخذ مكان
بجانب نعشي ، وتتلو صلاة الغياب
يريدون ان يأخذوا صورة حول نعشي
ولو بازاحة أمي واخوتي الطيبين
وحولي من الزعماء اناسٌ
يريدون ان يأخذوا صورة حول نعشي
ولو قَدروا اقتلعوا بعض رمشي
ليبقى لهم
وبه يعلنون ارتباطي بهم
عندما يقرب الانتخاب
ولو قدروا مزقوا لحم روحي
انا يوسف يا أبي
انا طيب ، غير اني
قليل السذاجة ، يا أبتي
مثلما كنتُ دوما قليل العتاب
انا يوسف يا أبي
كل الناس بلادي وكل بلاد
رفاقي وأهلي
ولكنني لا أزال وسوف أظل الى أبد الآبدين
عدو الذباب !