عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 05 / 2010, 49 : 12 AM   رقم المشاركة : [17]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: واقع يلفه الحلم

عزف على التراب

المدرسة بالنسبة لي لم تعد مسلية ، ولكنها أصبحت أكثر فائدة !
ولم يعد الهروب منها مسألة هينة عليّ وعلى باقي الرفاق
لقد مرت سنة وابتدأت سنة دراسية جديدة ، فقدنا خلالها
بعض الأصدقاء منهم قائدنا " الحبيب ، مدارس ..
فوالده قرر وضعه على طريق آخر، لعله يفوز ويفلح !
لقد قرر أن يزوجه من ابنة عمه المخطوبة له منذ 12 عاما
- هي سنين عمرها - كعادات تلك الأيام
ولكن .. ماذا سيعمل ، وكيف سيُعيل نفسه والأسرة ..؟
" الرزق على الله " تؤمن الناس بذلك .
أُعدت العدة لإقامة عرس مدارس بشكل منظم !
فوالده انهمك منذ أيام ببناء غرفه جديدة للعريس
الى جانب غرفته تأمينا لسكن العروسان ، ومن اجل
راحتهما ليتمتعا " بالحرية " والاستقلالية ، والاختلاء !
لقد قام باقتطاع جزء من خيمته التي كان يسكنها مع زوجته
وأطفاله ووالدته العجوز بواسطة حبل ثم علق عليها ساترا
من " حصير \ بساط " ليفصل ما بين مخدع العروسان عن باقي المساحة !
وهذا شيء يُحسد عليه ، لأن ساتر الحصير كان أغلى ثمنا
من تلك السواتر المصنوعة من أغطية الخيش او تلك المصنوعة
من أكياس الطحين .. لأن الحصير كما كان يقال تتمتع " بتقنيات " متقدمة .
فهي عازلة للصوت أولا و لا تُظهر من خلالها خيالات الأجسام المتحركة !
فهذا " مدارس " ومن اعز منه بجدار من حصير ..!
و مهما كانت الأحوال .. لا بد وان تقام الأفراح سبعة
أيام بلياليها ، ففي النهار تتضافر سواعد النسوة من الأقارب والأصحاب من اجل
تحضير وتجهيز بيت العروس الجديد .. ففي الليل يُقمن حفلات الرقص والغناء
وتهيئة العروس وتدريبها ؛ فالحنّة يجب تُغطي يديها وقدميها .. وشعرها يُسلّك
ويُجدل في ضفائر صغيرة أو يُسدل على ظهرها ويُملس إن كان شعرا ناعما ..
وتحجب خلالها العروس عن جميع الرجال ولا تتم تحليتها بالسكر إلا قبل يوم واحد من الدخّلة .
أما الرجال ففي النهار بأشغالهم وفي الليل يشاركهم معظم الأولاد
رقصا وغناء ودبكات يشير إلى موقعها ذلك الغبار الكثيف المتطاير فوق
رؤوس الحاضرين وصفارة شبّابة أوصوت مجّوز ترافقها اهازيج
وعتابا وميجانا تُغني للبلاد وليس للعرسان .

عشية اليوم السادس من يوم المهرجان الكبير تتجمع نسوة الحي
في بيت العريس ، لتبدأ من هناك مسيرة طويلة ، يقطعون فيها
المخيم طولا وعرضا ، يطفن في طرقاته الترابية وهن يحملن
على رؤوسهن جميع أثاث بيت مدارس ، ومن حيّ إلى آخر .
وألسنتهن لا تتوقف عن الزراغيد والأهازيج فواحدة من
الصبايا تحمل طبقا وضعت عليه أدوات المطبخ :
" طنجرتين " من النحاس المُبيّض وثلاثة او أربع صحون من الفخار
وبعض الخواشيق / ملاعق / تلك النادرة والمستهجنة في تلك الأيام
و صبية أخرى تحمل على رأسها
فانوسا معبأ بالزيت وهو مضاء دليل على انه جديد ويعمل !
إما الفرش والأغطية والمساند المنتفخة بالقش فتحملهن النسوة الأقوياء ،
اما النسوة المتقدمات في السن ، فكن يحملن ثياب العروس ،
فهن القديرات ، الخبيرات ، والعاقلات اللواتي يحرصن على نظافة
تلك الألبسة وهن الضمانة لعدم العبث بها من قبل الصبايا
الحالمات أو الحاسدات !
أما الغاية من تلك الجولة فكانت بمثابة تهيئة لجولة ثانية ليلة العرس تكون فيها العروس
في مقدمة المسيرة بلباس العرس وتمر فقط في الأحياء التي كانت قد رحبّت وشاركت في مسيرة الأمس ..
أما الأحياء التي لم تشارك فتقاطع .. وحرّاس العروس من الرجال المكلفون بذلك لن يمرّرّنها فيها ..
فهي لم تقم بالواجب .
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس