عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 05 / 2010, 09 : 11 PM   رقم المشاركة : [18]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: واقع يلفه الحلم

[align=justify]
نسي انه العريس
نحن في حيرة وإحباط .. فقائدنا وحبيبنا مدارس يجلس بعيدا عنا وابعد
بكثير من تلك المسافة التي تفصلنا عنه . ما هي إلا بضع أمتارقليلة ولكننا شعرنا باليتم
والحزن بالرغم من هيصة الفرح .. أجلسوه على فرشة صوفية كبيرة قدّمها أبي فرشت على الأرض
في صدر مكان مكشوف محاط بجدار نصف دائري من القصب .. وأعيننا لا تفارق صورة
العريس .. نبتسم له مرة .. ونضحك عليه مرات حين يرانا فيهز رأسها ويبرطم بشفتاه فنعرف
بماذا يرمينا .. وفي إحدى لحظات طيشه نسي انه العريس ،
وقام من مجلسه المهيب ليجري خلفنا وليضربنا كعادته
الأمر الذي اغضب والده كثيرا فعنّفه بدوره بسيل من الشتائم
المختلفة ثم شده من يده وأجلسه في مكانه بعنف ظاهر أمام الناس وقال :
" أنت ما عدت عجّي صغير " تتلاعب العجيان .. فهمت .. إنكب .. أُجعد !"
جلس ولم يتحرك كأنه تمثال .. قاطبا جبينه المتعرق والمطلي " بزيت الشعر "
هذا الزيت – الدارج – كان لونه احمر قاني كثيف ليونته تخف من اثر حرارة الجسم ...
وها هو مدارس قد بدأ يسخن و الزيت يسيل عن شعره الأجعد ويتهادى رويدا
رويدا على جوانب خديه ، وخلف رقبة ، وبدت ياقة قميصه البيضاء تميل شيئا فشيئا نحو الاحمرار .
لقد بدا مدارس وكأنه مذبوح لولا حركات عيناه اللتان كانتا تعملان بشكل دائري ،
وأصابعه العشرة التي تقاتل بعضها البعض بضراوة . يتأفف بين الحين والآخر
ويتبرّم فهو غير معتاد على الجلوس هكذا بلا نزاع فبدا قلقا شارد الذهن وربما ملّ الانتظار .
والده قد لاحظ عليه الاضطراب فأراد إرضاءه . أخرج من جيبه كيسا صغيرا
وفك عقدته وأخرج منه دفترا صغيرا أوراقه رقية جدا ونزع منه ورقة ووضعها
في يده اليسرى بين الإبهام والشاهد ثم وضع بعضا من خيوط التبغ فيها وهندمها
جيدا وبدأ بلفها بعناية زائدة ثم بلل أطرافها بشفتيه وقام بلصقها وتهذيبها من طرفيها
وأزال بعض الشوائب منها حتى بدت كسجائر المصنع في شكلها وأناقتها وقدمها للعريس
في حركة لتلفت أنظار الحاضرين حتى يُفهمهم أن ولده يستطيع التدخين كالرجال ..
ولكن مدارس رفض بشدة في أول الأمر بالرغم منتكرار الأمر الصادر له بالتنفيذ !
ولما أصر على ذلك أحس ابو مدارس بالإهانة ... فلطمه على خده لطمة زادت من إحولال عيناه
وجعلته يغضب ثم تناول السيجارة و أشعلها واخذ " يمجها " ويستنشقها ويسحب منها أنفاسا عميقة
متتالية دون توقف وبتمتع ظاهر ، وهو يبتسم ابتسامة تدل على رضاه فتأثر الوالد
وشعر بالفخر ، وهمس للبعض بأن ينتبهوا لمدارس كيف أشعل سيجارته الأولى بحرفية عالية ،
وكيف يسحب دخانها إلى جوفه بسلاسة ودون سُعال!
ولم يكن يدري بأن إحدى مهامنا الأساسية في " عصابة ابنه " أن كنا نجمع له سباريس / أعقاب /
السجائر من الطرقات منذ سنوات فيعيد تأصيلها وإعادة لفها وتدخينها أحسن من أبيه وأسرع .
الرفاق يتساءلون بحيرة وارتباك :
" ترى ماذا سيفعل مدارس هذه الليلة ، وكيف سيتزوج ؟!
صحيح انه عمل على رفع وعينا تجاه الجنس الآخر .. وصحيج انه من أطلق فينا تلك الغريزة
الطبيعية وحتى قبل " بلوغنا الحلم " وصحيح انه كان يصف لنا ما لا يوصف في جسد الأنثى ،
ويرسم صورتها فوق رمال البحر .. ويصنعها تمثالا نحضنه ... و يحفر شكلها على جذوع أشجار الموز
الضخمة وبعض التفاصيل ..! وكنا نقلده في كل ما كان يفعل وأكثر.. كل ذلك صحيح .
ولكننا في تلك الليلة كنا في حيرة شديدة ونتساءل : هل يعني ، ان الزواج سوف يُغنيه عن ممارسة
أشياء نمارسها .. وهل باستطاعته القيام " بواجبه " بسهولة ومن علمه ذلك يا ترى ؟!
كنا نسمع أشياء كثيرة عما يجري تلك الليلة .. أهمها أن الرجل يجب أن يكون مستعدا وقويا
قويا جدا .. وإلا فإنه يفقد صفة الرجولة ويلحق به العار ..!
اقتربت نهاية العرس وتداع أفراد العصابة الى اجتماع عاجل فنحن قلقون ..
ليس شكا في رجولة مدارس إنما لعدم قدرتنا على معرفة ما سيجري خلف جدران هذا البيت الهش .
- ولم الغدّ " قال أحدنا ثم أكمل :
" سوف نراقبه ونتلصص عليه من خلال شقوق الخيمة " !
وحتى لو كلفنا الأمر غاليا ..
ولو عوقبنا بشدة .. فالأمر يستحق أن نَضرب ولو فقدنا بعض الدماء .
[/align]
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس