عرض مشاركة واحدة
قديم 09 / 05 / 2010, 16 : 07 PM   رقم المشاركة : [20]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: واقع يلفه الحلم


........................... الاختبار ............................

كنا نعتقد أننا وحدنا من سوف يتلصص على العروسان
ولم نكن نعلم ، إن الأم والخالة والعمة والجدة والجارة من أهل مدارس كانوا
في الجوار ويقابلهم عدد أقل من جانب العروس
إضافة إلى بعض النسوة من الجيران والأقارب الأبعدون ..
جميعهم في ترقب وشغف و قلق ؛ إنه عُرس ، وليلة دخلة.
وتاريخ من العادات والتقاليد جعلتهم جميعا " متلصصين "
وبصورة شرعية .. فلماذا إذن نحن خائفون .. ألأننا اقتربنا من خيمة
العرسان ونريد الاستفادة من دروس مدارس العملية قائدنا ومرشدنا المحبوب ..؟!
وها هي ساعة الحسم قد اقتربت والوقت أصبح متأخرا ؛ وان على مدارس ،
انجاز مهمته بسرعة ، وبكفاءة كما لقنوه ،فالجميع بانتظار نتيجة امتحانه هذه الليلة :
فحولته. " وسلامة " البنت كانا على المحك !
- " لا تسوّد وجهنا يا بوي .. خلك زلمه هه ، طوّح دمها إن عاندت " !
توجه مدارس مزفوفا نحو الخيمة يحيط به بعض الرجال المبتسمين المهللين
القابضين على كتفاه وكأنه ثور سينكز ويهتاج بعد أن يوسعوه ضربا حتى لا يتراجع أو يجبن..
ثم دفعوه نحو الباب بقوة فدخل دون تردد ترافقه أصوات التكبير والصلوات على محمد ..
حاولنا الاختباء والتسلل ، ولكن فوجئنا بمن يحرس الخيمة وما استطاع القبض على أحد
منا والأهم ، انه لم يعرفنا وسط الظلمة فأرسل خلفنا وابلا من الحجارة أعدنا بعدها التموضع
في غير مكان في محاولة جديدة لنواكب الحدث .. ولكننا لم نمكث طويلا كما توقعنا ؛
بضع دقائق قليلة كان فيها جميع المنتظرين المتلصصين في حال متوتر ، والصمت سيد المكان ،
وهم في جيئة وذهاب وفجأة ، سمعنا صوت صراخ طفلة .. عرفناها من صوتها .. فما بالها تبكي
وبالأمس كانت تلعب مع الأطفال بفرح وضحكاتها البريئة تملئ المكان ؟!
خرج مدارس من الخيمة مترنحا تعلو وجهه تعابير إجرامية بعد سماعه صوت أبيه يأمره
فورا بالخروج إن أنجز المهمة ..! ولكن الذي أخرجه منها تاريخ طقوس وتقاليد
ليفهم جميع الذين حضروا حفلة " إضفاء الشرعية " على الغصب ، انه قد أنجز مهمته
بنجاح باهر وبزمن قياسي . لقد نجح في امتحان صعب في بضع دقائق ..
ولم ينجح في ما هو أهون في أربع سنوات رسب في صفه بشكل متوالي ... !
:
لم نعرف أو نفهم ما كان يجري، لكننا أحسسنا بالغربة عنه قليلا وشعرنا ببعض الإحباط
عندما شاهدنا والدة العروس تدخل الخيمة وتخرج منها والدة العريس .. وما هي إلا لحظات
حتى دب فينا الخوف فجأة وتفرقنا في كل اتجاه ولكن سرعان ما عرفنا إنها صوت زغاريد
ارتفعت من جديد ، وإحداهن تحمل بيدها منديلا تمرره أمام أعين الحاضرين والحاضرات
فيرفعن بدورهن مزيدا من الزغاريد إلى العلا .. !
أما الرجال فكانوا يشدون على أيدي مدارس ويقبلونه بحرارة وتساءلنا ونحن نغادر :
هل قام بتحرير فلسطين ..!
لكني لا أخفيكم أن مدارس قد ميزني في اليوم التالي ونحن نلعب..
لقد أخبرني ببعض التفاصيل ...!
أما أنا ، فسوف أسدل الستارة على تلك الأسرار ، لأنه كان قد أمنني ألا أبوح بذلك
مهما صار ولن افعل ؛ لكني أخبركم ، انه ما زال حيا ، ضريرا لا يرى ، فالعمر الذي أفناه
بمهنته " حمالا " قد أقعده على رصيف الشارع وحيدا .. أجالسه أحيانا ،
وأربت على كتفه بين وقت وآخر .. فثقل الأيام المرة ، قد حوّلت من قامته الضخمة
إلى نصف رجل مُتعب ، يمشي حافي القدمين ، يتوكأ على عكاز اعوج ، ولكنه عندما يكسر صمته يسألني بمرارة:
- " متى يا رفيقي نحرق مع أمتعتنا كل القهر الظلم ونعود إلى ارض الوطن ..؟! "
لقد طال الزمن يا صديقي والعمر مضى .
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس