رد: أوراق من زمن الماضي...
أرتفع بنفسي عن كل الأشياء المحيطة بي ..قالوا بأني غبية ..نعم غبية ..
البشر كلهم متشابهون الجراح والفوارق والسلوك حتى شهواتهم حيوانية ..
ابتدعوا الحرب والأرض لم تكن وقتها تتنفس بشر..ولا تضم برحمها نطفهم.. قابيل وهابيل أولاد خليفة الله بالأرض.. آدم أتراه كان يستحق ما فعلوه أبنائه به..؟
توارثتها الأجيال فالصفات السيئة سريعة الميراث ...أنجبت الحرب الكراهية والحقد والحسد..فنتشر أولادها كالشياطين متساقطين كالشهب .
اخترعوا الحق ...أي حق ..؟
ليتهم ابتدعوه كعقار ..فليس الكثير منا متكامل الخلق والخلق..؟
سلوكنا مركب من نسب متفاوتة من الخير والشر والشجاعة ...والصدق فينا قليل.
لم أعد أدرك مركباتنا الجينية المعقدة ولا أستطيع حتى تفكيكها .
فعندما أفكر بهذه الأشياء تسقط كل المعاني..؟!
أنتحب وأتساءل ماذا لو ترفعت عن كل تلك الأشياء ..؟
ماذا لو فكرنا ونحن بظلمة الأرحام وخلقنا لنا حياة نتأقلم بها..
أجزم بأنني عندما كنت برحم أمي أتذمر ..وأسرع العدوا للخروج للحياة ..
حتى الفلسفة التي كنت أعشقها وتكهناتهم إلى ما وراء الطبيعة لم تجدي نفعاً...
فنحن نرفض كل شيء ...حتى لو كان صحيحاً...
********
بين كل هذا وذاك ...كل الكلمات الأصولية ولا أصولية...
بين كل السطور التي ابتدعتها وفشلت في رسم كلماتها ...
بين كل الحكايات التي أخبئها بدروج القلب ...لم أصل إلا لك..
لم أشعر بأني وصلت لشيء يوصلني لحقيقة السنوات التي مضت وتمزقت على أجنحة النوارس أ شرعتها ...
وجدت نفسي تمتصني أوراق الماضي ...تركت زهورها الذابلة على شرفتي ...أخذ حيويتها وعطرها المستنسخ من ذاكرتي ..
تشبع جشع النفس في كل الخطوات التي رسمتها بخفية...
وجدتني أكذب على نفسي فأنا أبحث عنك حبيبي بكل الأوراق الصفراء المتساقطة من كتب العشاق...
أبحث عن كلماتك الممشوقة في دروبنا الطويلة الأمد...
شربت من مقلتيك تلك الدموع لكنني لم أهذي أو أثمل ...
وجدتني أمضي على ضفافك العفراء...
تهجرني ذكرياتي بصمت..تمضي ولا تسأل..
تهذي بك الصفحات لأشطبك....تردني طعنات الماضي ويخذلني المستقبل...
*************
تمنيت أن يتوقف عمري الثلاثيني...كم جميل أن تجد العمر الذي يحتوي طفولتك وصباك ...ويرمي خارج مرماه الشيخوخة ...
يكسر عصى الكهولة ...فالكثير منا أصبحوا تحت سلطة العمر وشيخوخة العجز دون الاستمرار ... كسروا مجاذيف الأمل ...ملتحفين جبروت الأمواج ..مقتادون لها لترمي بهم إلى منفى ناء...
لم يكن ليجبرني شيء ...؟
لكل منا سلطة سجان ترتقب سيوفه لتنحرنا...لولاه لتحررت القيود المنكسرة الدموع على خدود الورد...فكم غاصت سيوفه بالقلب...
|