اخي الشاعر القدير والصديق العزيز صبري صبري
ما أروعك وانت تنثر المعاناة حروفا لتقض مضجع الغافلين في سباتهم
معلقة سامقة ببيانها وخطابها الصادق للامة الثكلى
اقتطفت هذه الزفرات من نبضك وعندما وصلت إلى فلسطين من النهر إلى البحر
قلت لنفسي كفى لهنا فهذا بيت القصيد في هذا الزمن العاثر
أرضاً تسامت بالزمان وأينعت
وثوت بحوزتهم تضج وَتَصْرِفُ
تأبى الخضوع لغزو وغد ناهبٍ
وتبث شكواها لعينٍ تَطْرفُ
نام الجميع فما أجاب نداءها
أحدٌ هناك بقلبه يتعطّفُ
واستمرأ العُرْبُ الجدال فيا لهم
من لاعبين بكل لهو يُعْرَفُوا
كالغافل الحيران يسكر فَيْنَةً
ويفيق فينته القصيرة يعزفُ !
ويعيش في قصر مشيد فاخر
من كل أصناف المطاعم يغرفُ
خلوا الجواري بالمراقص تنثني
دُعْرَاً يلازمه السلوك المترفُ
ما كان منهم في الحروب تَصَبُّرٌ
أو كان منهم في الرخاء تعففُ
ورحاب أقصانا السليب بقبضة
للغاصبين به البلايا تشطفُ
وربوع (عكا) منذ باشا فخرنا
في حصن (عكا) بالدهور يًُصَنَّفُ
وجمال (حيفا) والجمال بها سرى
مثل النسيم مع الرحيق يزفزفُ
يا ويح قوم قد تنادوا بالرضا
بدويلة الأوباش فينا تعكفُ
هذي مرابعنا .. (فلسطينٌ) لنا
من نهر ضفتنا لبحر .. فاعرفوا !!
نعم على الجميع أن يعرف بأن فلسطين من النهر إلى البحر
ولن نتنازل عن ذرة رمل تعج في صحرائها واعلموا
سلمت وسلم حرفك الثائر ودام تألقك في سماء الشعر
وكل عام ونحن عائدون عائدون عائدون