الحلقة الثالثة عشر
قلت :
=كيف ذلك وأنا سمعته يقول لها لقد ضيعتى ابنتنا ....أنها زوجته .......وكانت تضحك بخبث أنا أتذكر هذا المنظر ولم يخرج من تفكيرى أبداً.........
= أرسل وكيل النيابة لسفارتنا فى النمسا للأستفسار عن هذا الشخص ،وجلب صورته ربما يكون هناك لبس فى الموضوع ....وستفتح الفيلا بمعرفة النيابة وسترفع منها البصمات لمعرفة من يسكن بها ....وخاصة ان هناك شائعات عن وجود أصوات تكسير وأضواء داخل الفيلا ويخاف الناس الإقتراب منها ،ويشاع أن الأشباح تسكنها ..وربما هناك جريمة ما حدثت فيها ......
= هل تعرفِ منذ متى والفيلا مهجورة من السكان ؟؟؟؟
= نعم من ثلاث سنوات.
= وأين أقاربهم أو أحد يسأل عنهم أصدقاء مثلا ........
= لاأحد يسأل عنهم على الإطلاق
= غريبة
= سأتركك الآن وسأكلمك مرة ثانية للإطمئنان عليك ِ.
= شكرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
................
قمت من مكانى فتحت الشباك وتنفست الهواء البارد الذى انعشنى وأمسكت كتبى وجلست للمذاكرة بعض الوقت
....مر الوقت بسرعة حتى الفجر نمت قليلا وقمت للذهاب للكلية وانا أشعر بالتحسن والراحة
اليوم عادى بالكلية حتى العصر حتى جلست للراحة بين المحاضرات .........أمسكت الهاتف وإتصلت بالدكتور مصطفى للوقوف على آخر الاخبار وجدته يقول :
= ابنتى الموضوع معقد ومتشابك ....ليس بالسهولة التى تتخيلينها ..هل حدث جديد عندك كاتصال بالروح مثلاً ؟؟؟
حكيت له ما حدث من وجود صوت رجل فى حجرتى رد على دعاء ساعة صلاة الجمعة
= لاتخافى فهذه الروح طيبة ولن تؤذيك لأن له هدف واحد وهو ابنته
= هل توصلتم لشيئ بعد التحريات ؟؟...قل لى
=نعم توصلنا للرجل الموجود بالنمسا ولكنه غير الوصف ........وايضا فحصت السفارة جواز سفرة وجد انه مزور ،وسافر منذ ثلاث سنوات وكان معه طفلة صغيرة مرفقة على جواز السفر وهى الان ليست معه .
=هل هى ندى ؟؟؟؟؟؟
= نعم ......واستصدرنا امر من النيابه لكسر الفيلا ورفع البصمات منها لوجود اشتباه فى جريمة حاصلة بالفيلا وايضا صدر أمر باعتقال الرجل الموجود بالنمسا والتحقيق معه بصفته مزور وينتحل صفة شخص آخر ...يكفى الى هنا أخبار واذا أحتاجتى أى شيئ إتصلى بى .
= شكرا دكتور ومع السلامة
جلست للتفكير فى شكل الجثة وشكل الفيلا ومظهرها المخيف من الخارج والداخل واللوحات الزيتية القيمة على الحوائط ..............توقف تفكيرى فجأة عند كلمة لــــوحات زيتية ..........لماذا لفتت انتباهى تلك اللوحات ؟؟؟؟؟؟ غير كل التحف الكثيرة بالفيلا .........اتصلت على الدكتور مصطفى :
= دكتور لقد لفت نظرى شيئ وتوقف تفكيرى عنده ....عند دخولكم الفيلا أرجو أن تلاحظ كم هائل من اللوحات الزيتية المرسومة باليد تغطى معظم الحوائط .
= وماذا فى ذلك ؟؟؟؟؟
=لا أعرف ....ولكن لفتت انتباهى لانها تكاد تغطى الحوائط بالكامل ..
= سأدرج تلك الملاحظة لجميع المهتمين وخاصة وكيل النيابة والضابط ..شكرا ابنتى ..
= العفو
دخلنا للمحاضرة وانتهى اليوم الدراسى ورجعنا للدار
الجلبة تملأ المكان مشاجرات ...مشاحنات ...جرى ...ضحك ....ضجيج لا ينتهى ولا ينقطع إلا بعد فترة العشاء حيث تسكن البنات حجراتهن اما للنوم او للمذاكرة .........ولكن اليوم غير أى يوم ........انه عيد ميلاد قائدة الحرافيش المعلمة هدير أو الفتوة (كما تطلق عليها البنات )وهى طالبة ممتلئة الجسم طويلة ذات شخصية قيادية وصاحبة سطوة ....متسلطة ......واثقة من قدراتها فى الرد واحراج من أمامها .......لها أعوان من الطالبات يسيرن وراءها فى كل مكان لحمايتها والتمتع بتنفيذ أوامرها ......وجلب أخبار الطالبات _الضعيفات او ذوات السقطات الشخصية -حتى تستغلهن المعلمة وتبتز أموالهن ومأكولاتهن وملابسهن ......
فالدار أصبحت كالمسرح يرتفع صوت الموسيقى والزغاريد فى كل مكان كأنه فرح شعبى ......وتدور المعلمة هدير على الحجرات ....وخلفها أفراد الحماية والمكونة من أربع بنات... لتقوم بدعوة الطالبات لعيد ميلادها .....وهذا يتطلب من كل طالبة تلقت الدعوة أن تجلب للمعلمة هدية لتجاملها أو لتتقى شرها .............
دخلت حجرتى ودعاء معى لنستريح بعد يوم كله عناء ،واغلقنا الباب بعد أن تناولنا طعامنا ....طرقات متتالية وشديدة على الباب ...فتحت ...المعلمة هدير تتصدر الباب ويدها فى خصرها ومن ورائها حراستها قالت:
= اليوم عيد ميلادى ....ستأتى بالصالة الرئيسية للاحتفال به معنا .....ما هى هديتك التى ستعطينى اياها حتى اردها لك فى عيد ميلادك ؟
ولأنى أعلم شخصيتها وأنها تستضعف الطالبات فقلت لها بصوت قوى حاد وعالى :
= لا أحضر أعياد ميلاد ..فهى حرام ..ولا أعمل عيد ميلاد .
= أها ...هكذا ...وانت يادعاء ستحضرين ....ولا تستحرمين اعياد الميلاد مثل صديقتك ؟؟؟
قالت لها :
= انا مثلها
نظرت لنا شذراً وتكاد تهجم علينا وحراستها لتضربنا لولا ان تصدرت لها فى فتحتة الباب بتحدى .وعينى مسلطة على عينها .........مما جعلها تتراجع وتمشى ووراءها حراستها ......وشعرت انها تضمر شيئا فى نفسها للانتقام منى ومن دعاء .
اغلقنا الباب جيداً وتمددت على السرير وجلست دعاء على الكرسى وسكتنا... كل منا فى عالمها .........تراودنى الافكار عن الدار والمذاكرة واخبار الجثة والمعلومات وشعور بالخوف تملكنى من المعلمة هدير وحراستها على دعاء المريضة فنظرت لها وقلت :
= دعاء لا تخافى منها سنطلب حماية من مديرة الدار .
ولكن وجدتها تغط فى نوم عميق .....رفعت لها رجلها على حافة السرير وطرحت عليها غطاءا حتى لاتبرد .......ونمت انا الاخرى بالرغم من الاصوات الصاخبة والضجيج الصارخ ............
نمنا وفى وقت الفجر وجدت دعاء تهزنى حتى استعد لصلاة الفجر ومراجعة بعض الدروس ....فالدار هادئة والجو ملائم للمذاكرة ...تنبهت تماماً وقالت :
=سأعمل بعض الشاى حتى تفيقىِ من نومك ....سيدفئنا .....الجو الليلة بارد
= اشكرك دعاء .ماذا كنت افعل بدونك ؟؟؟؟؟؟؟
خرجت دعاء من الحجرة وغابت بعض الوقت مما جعلنى اتوجس خيفة عليها .....لماذا تأخرت ؟؟؟؟؟؟؟
لبست شال وذهبت للمطبخ وجدتها على الارض مغشياً عليها وتتناثر الدماء من رأسها على الحائط والارض .....انتابنى صراخ شديد من الفزع حتى تجمعت البنات ليستكشفوا الأمر .......وأتت المشرفة على الصوت وقالت :
= كنت اخاف أن تأتى نوبة التشنج لها وتسقط لتجرح هكذا
= ارجوك ِ استدع الطبيبة أو أى أحد ليرى ما بها .....
جرت المشرفة وحاولت أن أعدلها من على وجهها الذى كان يلامس الأرض ....لم أتمكن فهى مستلقية ومنبطحة على الارض .......وعندما أصبح وجهها فى النور لم تكن متشنجة كما رأيتها المرة السابقة ولكن وجهها عادى ولكنها فاقدة الوعى والدم ينزف بغزارة من وجهها ........
أتت الطبيبة بعد وقت ليس بقصير وفحصتها وقالت :
= انها اغماءة عادية .....ولكن ارتطمت بشدة بمائدة المطبخ مما افقدها الوعى ............سأعطيها بعض المنبهات البسيطة ......بعد ربط الجرح الغائر فى حاجبها.ألم يكن معها أحد ؟؟؟؟؟
نظر البنات لى فقلت:
= كانت معى بالحجرة وقامت لتصنع لنا شاى وعندما تأخرت ....أتيت للمطبخ وجدتها هكذا
فاقت دعاء من اغماءتها وحاولت الكلام ولكن لم تستطع فأشارت بأصبعها للأمام ........
قلت لها بلهفة
= حاولى أن تتكلمى
=لم .......................
7
7
تابع