[عبد الحافظ بخيت متولى]

الرائع الجميل شوقى
حرفان فقط إذا ما تشابكا صارت القلوب قبضا
لريح الشذى الباعث فى الكون ألق الله
حاء حارت قلوب العشاق حتى حطت على
ميسم النبض بعض فتوحات الحرف فانصهرت
دموع الشين فى أتون الواو الواقفة على كركرة
أباريق الطاعة عند حد القاف التى ألثمها بثغر الياء
أضرخ من فرط حبى هذا شوقى
باء بانت كل كروب الكون فى صفاء قلوب الحاملين الحب الطالعين على نهر
التدفق فى عطايا الله للقلوب العاشقة
حرفان يا الله لو أعطاهما صدقا لقبلّت الحصى فى لحظة التسبيح
وذبت شوقا للذى كان معى
حرفان لما يخرجا من مبسهما مغلفان بحدود الكاف تكف الأرض
عن الدوران ويسكت الطير كى يتعلم منها
كيف تكون موسوقة الحرف على شفاه من الكرز لو نطقت
لأستنطقت جبالا راسيات وصاحت حبك ابتهال العاشيقن
نور الصباح فى اعين المفتونين فترفقى بالكون سيدة العاشقين
أيا شوقى الذى إذا ما اطل البحر مداد لأقلام القلوب تنهل ولا تشبع
فيا حاء الحب جودى على مُتْلَف الأكباد مُعنَّى مفئود
ويا نور عرصات الأرض فى كوكب الباء الدرى أسعفيه فقد تودى
به غِيَرٌ وإن لم تسعفى فزودى
ما بين الحاء والباء واقف أقتات بعضا من عطاياها وشوقى
يصب كئوس الحب من أباريق التنهد فى لحظة القبض فأومأ لى
أن أبوح بالسر فها أنا أبوح بسرها لوجودى
فوجودى بها مرهون بكأس الدِلِّ والغرام فهات شوقى كئوسا اخرى
وهزَّ الأباريق يسَّاقط الحب على لحن عودى