عرض مشاركة واحدة
قديم 17 / 05 / 2010, 33 : 12 AM   رقم المشاركة : [35]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: واقع يلفه الحلم

>>>>>>>>>>>>>>>>>>> الخطر الأحمر ..؟! <<<<<<<<<<<<<<<<<<

في اليوم التالي .. وعندما ذهبنا إلى المدرسة وجدنا أن جميع أساتذتنا قد تم اعتقالهم من قبل السلطة ,,
ليس فقط بسبب مشاركتهم بتظاهرة الأمس إنما على خلفية انتماءاتهم
الحزبية . فمنهم " القوميون العرب و البعثيون والقوميون السوريون
( لا يعلنون انتماءهم فالحزب كان متهما ان بريطانيا كانت خلفه ! )
وحزب التحرير الإسلامي ومنهم من لا ينتمي الى أي حزب .. أما تهمتهم عند السلطات
اللبنانية الأساسية كانت انهم : "شيوعيون علما بأنه لا يوجد شيوعي واحد في كل المخيم على الإطلاق ..
ولكن لماذا " شيوعي بالتحديد " ؟!
حتى ألأستاذ خير الله المنتمي لحزب ديني وكان يُكفّر الشيوعيين ولم يكن من محبي عبد الناصر ..
الا انه خرج بالتظاهرة وأعتقل مع المعتقلين .
وللمعلم " خير الله " – الرياضي تذكرونه - هذا قصة صغيرة مكررة مع الكثير من التلامذة كنت واحدا منهم :
انه في يوم ، اختارني مع بعض رفاقي ودعانا الى عدم مغادرة المدرسة عند نهاية اليوم الدراسي لأنه - كما قال -
سنقوم بحملة تنظيف شاملة في المدرسة داخل الصفوف وخارجها ..
وقام بإغرائنا -إن كنا مطيعين - بحفنة من " الزبيب !
فسال لعابي من اجل - الحبيب - الزبيب ؛ وتمنيت لو أنظف نصف
المدرسة كل يوم من اجل الحصول على حفنة من حبات العنب الأسود
المجففة التي يسمونها زبيبا ، لقد تشرفنا بمعرفته وتذوقه لأول
مرة منذ سنتين خلت ؛ فمن اجله , قمنا بالكنس والتنظيف والتنظيم
بهمة ونشاط وضمير مرتاح ، وقبل ان نكمل عملنا امرنا الأستاذ
الأستاذ بإنهاء عملنا الذي بدأناه، ثم أدخلنا إلى إحدى الغرف .
لم ينطق كلمة حتى اقفل بابها فاعتقدنا أننا فشلنا بالمهمة !
ولكنه سرعان ما بدأ يحدثنا بكلام لم نكن نفهم
بعض مصطلحاته ، ألا أن مضمونه - كما فهمت
انه يجب علينا ان نكون من المسلمين الصالحين ...
جيد ، إنه كلام طيب ، ولكن الزبيب حينها كان اطيب .. !
شخصيا ما أحببت حديثه قط ، لأنه ذكرني بحديث والدي وحديث الشيخ عمر .. !
ف مواعظهم تلك - متشابهة - ولكنها لا تنسجم مع تصرفاتهم !
ولكن عليّ بالسمع والطاعة ، فكلما تحدث المعلم أهز برأسي
وأنظر إلى وجهه لعله يراني .. وكلما أدار وجهه باتجاهي أزيد من الهز
- هزّ رأسي طبعا - و أرسم على وجهي أحاسيس كاذبة لكي يرضى ..!
ولكنه أطال الحديث فشعرت كباقي التلاميذ بالتعب والجوع حتى انتهى ولم يخلف
بوعده فأجزل لنا العطاء ، حتى امتلأ ت جيوب " مريلتي " .
فالزبيب في جميع الأحوال كان يوزع مجانا على جميع التلامذة
عندما توفرها " وكالة غوث اللاجئين " لنا..
ولكنه خصصنا بها لمآرب في نفسه ؛ لقد كان ذلك " كمينا "
محكما لاصطيادنا وإدخالنا من حيث لا ندري الى تنظيمه الحزبي والذي
عرفنا فيما بعد اسمه انه " حزب التحرير الإسلامي " فتطور
الأمر وأصبح يُخرجنا في رحلات منظمة خارج المدرسة ؛
الى بعض الضواحي القريبة ,, و كنا سعداء جدا خاصة عندما
نجتمع بشيخنا " رمزي " - مع انه من خارج سلك التدريس..
ولكنه كان مشرفا على تدريبنا على الإنظباط وإعدادنا إعدادا
جسديا ونفسيا وثقافيا كأننا جنود . تلك الثقافة التي لم احفظ من دروسها شيئا ..
ولم تزد من تقواي ومعرفتي غير ما كنت أعرفه .. فهل كنت حينها من الضالين ..!
جملة واحدة حفظتها عنه ورددتها كثيرا لاعتقادي بصحتها .. جملة واحدة قالها :
" لو لم يكن هنالك من جنة ولا نار قد لا نعبد الله "
ولكن صدفة ، وفي احد الأيام ، سألت الأستاذ صلاح عن صحة هذا الكلام فضحك وقال اسمع يا ولد :
- لو لم يكن هنالك من جنة ولا نار فهل تسرق ..؟
- لا.
- وهل تقتل او تعتدي على غيرك من الناس ..؟
- بالطبع لا .
- إذن ، كن إنسانا صالحا فقط وافعل ما هو حسن ،
ولا يعني ذلك أن لا تعبد الله يا بني !
على اي حال ... لقد تم اعتقال جميع الأساتذة في ذاك اليوم
بما فيهم أيضا الأستاذ خير الله على انه شيوعي كافر لعين .
فمضت أيام ، منهم من أُطلق سراحه ومنهم لم اعد أراه إلا بعد سنتين وأكثر مثل أبي .
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس