الموضوع: صمتاً أكون
عرض مشاركة واحدة
قديم 21 / 05 / 2010, 45 : 10 AM   رقم المشاركة : [1]
عدنان كنفاني
روائي وقاص وناقد

 الصورة الرمزية عدنان كنفاني
 




عدنان كنفاني is on a distinguished road

صمتاً أكون

صَمتاً أكون

أخاطبُ تلك الحبيسَةَ في مِحجَريَّ
أخاطبُ روحي
فقد أثقلَتها صنوفُ الرجاءِ، ابتِلاءً

بحثتُ عن الجُرحِ
تحريّتُ..
توسّلتُ
هل من دواءٍ يعيدُ إليَّ الرَجاء.؟

ولمّا ذَبلتُ
وأوشكتُ أَلقى دِمائي
تسيلُ على مبضعِ الوَقت
تأسيّتُ رجفَ القصيدةِ في مُقلتيَّ
وقد عانَدتني طويلاً
تأبّتْ عليّ
رجوتُ القوافيَ كي تستَفيقَ
وتأتي إليَّ
جثوتُ كما تَرتَجيني ظُنوني
أهدهِدُ بحرَ النجومِ
أناجي شِراعَ القَصيدةِ
أرجوهُ صَفحاً
يُفَجِّر سيلَ القوافي
لترويَ عنكِ وعني.

نزيفي يُقاوم سَيف البُعادِ
يُساءِلُ مُرَّ الرمادِ
أنا لَن أخون
سَأبقى قريباً من الخَفقِ
حدَّ الجُنون
وَحُلمي صَغيرٌ
صغيرٌ.. صَغيرْ
يُراوحُ بينَ لِقاءِ الشِفاهِ
وبينَ ذُبول العُيون

فقالت مليكةُ روحي مليّاً:
أما أهلَكتْكَ المَنافيَ زَحفاً
وأدماكَ شَوكُ القَضيّة.!
فقلت:
أيا مُنيةَ الروحِ
قد أوجَعتني مَديداً
وَحطَّتْ دِماءً صَديداً على راحَتيَّ
وكُنتُ أشاغِلُ نَفسي
بِبوحٍ عَقيمٍ أضَلَّ سبيلي إليكِ طَويلاً
وكنتِ كَخفقِ السُيوفِ
تَشُقينَ نَبضَ السُؤال
وفي مُقلتيكِ جُنونُ العُذوبةِ
خَفقُ الخَيالِ
ذبولٌ خصيبٌ
يكادُ يَصبُّ بكأسي شرابَ الحياةِ

تقولينَ كلَّ المَقالِ
بصمتِ حَزينٍ
كرفّة أجنحةٍ في الظِلال
فتَشدو صُنوفُ الحَقيقةِ
أشتاقُ ما لا يُقال.

تعالي إليَّ
نُكسِّرُ سدَّ الحُروفِ
ونطبعُ شَوقاً يداهمُ شِريانَ روحيَ
فوقَ لُهاثِ الطُيوفِ
نبادلُ بالصمتِ؛ صَمتاً
ليحلو الكَلام.
ونَغرقُ في مُفرداتِ الهُيام
ع.ك
ـ ـ ـ









نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع عدنان كنفاني
 مطلوبٌ من أدب المقاومة أن يرقى إلى قامة الدم
[URL="http://www.adnan-ka.com/"][/URL]
عدنان كنفاني غير متصل   رد مع اقتباس