عرض مشاركة واحدة
قديم 22 / 05 / 2010, 19 : 04 PM   رقم المشاركة : [44]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: رسالة إلى صديقة

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/19.gif');background-color:darkblue;border:3px groove teal;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]صديقتي ميساء،
أتمنى أن تكوني بخير وأن يكون الصيف يتقدم نحوك و بيده باقة عباد شمس وعلب للفرح.
في هذا الأسبوع الذي غبت فيه نوعا ما و الذي نال فيه التعب مني كثيرا قرأت روايتين واحدة منهما لكاتب جنوب إفريقي إسمه آندريه برينك شدني الأسلوب و الخيال والإنسان الذي نجده في الرواية كما في الواقع كما في كل بلد ولو في أقاصي الأرض.
الإنسان الذي يزرع مع الوقت غابات من الأماني و الأحلام و الأوهام يزورها حينا ويعيش بداخلها حينا ويحترق جزء منها أمام عيونه مرات لكنه ماإن خمدت النار يبحث عن شجيرات جديدة لملأ المساحة.
الإنسان كائن عجيب وأعجب مافيه خصوصيته وانفراده بعوالمه الخاصة التي للأسف لازلنا لحد الآن لم نتعلم كيف نحترمها ، لازال الإنسان يقاس بما عنده من أملاك أو شهادات ونجاحات ولاينظر إليه كمجموعة العوالم الخاصة التي تحضى بالاحترام و التقدير و الخصوصية .
تخيلي ياصديقتي أن الطيور كما لها موسم لاحتضان بيضها وموسم للهجرة نحو البلدان الدافئة لها موسم لتغيير ريشها يتطلب منها طاقة فتبتعد عن الأنظار و تقلل من طيرانها و تتوقف عن الغناء حتى تكتسب ريشا جديدا يحميها من برد الشتاء ويسعفها في رحلاتها الطويلة؛ حتى الطيور لها خصوصيتها التي تنسجم مع الطبيعة وتحافظ على وجودها، فما به الإنسان يبعثر ويزعج ويشوش خصوصية غيره ولا يحترم مواسمه؟
باسم العقود، باسم الحب ، باسم المصلحة ، باسم المصير المشترك ...أصبحت المساحات الفردية تحتل واحدة بعد الأخرى لكن لاأحد يذوب في الآخر ،لا أحد عنده الرغبة وسعة الصدر وشهية الإبحار و الغوص للتعرف على بعض عوالم الآخر التي يفتحها بمشيئته محبة وطواعية.غزو عوالم الغير وغابات أمانيه و أحلامه وأوهامه يأتي غالبا أنانية وفضولا.
تحضرني عبارة للفنان الهولندي الشهير فينسنت فان خوخ الذي كانت بينه وبين أخيه ثيو مراسلات من ضمنها ما يزيد عن ست مائة رسالة منه ،يمكن التوقف عند هذه الحاجة الإنسانية لوجود أخ يفهمه ويحبه ويسمعه أيضا لكني سأتجاوز هذا وأذكر العبارة قبل أن أنساها : كتب فينسنت فان خوخ ' أريد أن أرسم لوحات تلامس الناس ...أن أصل لدرجة أن يقول الناس عن لوحاتي هذا الرجل يحس بِرِّقة أوهذا الرجل يحس بعمق ...'
ألا تظنين ياميساء أن العالم كان سيكون أجمل لو عمل كل واحد على تطوير أحاسيسه ليقرأ الآخرين برقة وبعمق دون أن يقتحم عوالمهم و يكسر زجاج خصوصياتهم لأن حاجات لديه تتطلب ذلك؟
ريشة الكلمات كم تلطخ من لوحات وألوان التصرفات كم شوهت من حدائق كانت ستزهر كل مواسم العمر.
تحياتي لك وأمنيات طيبة.
Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس