القصيدة 23
------------
إلى
كل فتى فلسطيني بطل
امتشق الحجارة وقذف بها الاحتلال
سيف الانتفاضة
قـبّـلـتُ كـفـّكَ ضاريها و داميهـا
وكـلَّ أُنْـمـلــةٍ ترمي العِــدى فـيهــا
سـقـتْ براجـمُها برحـاءَ راجبهـا
وكـلُّ ذي حَـرَدٍ لابــدَّ ســـــاقـيـهـــا
تسمو ألأشاجعُ من عفراءِ راحتهـا
طـُلى كُمـاةٍ جـسـتْ كِبراً هَواديهـــا
الى مـطـامـحها تسعى أصابعـهـا
ظُـبـا قواضبَ لاخابت مســـاعيهـا
كأنَّ مـعـصمَـهـا فـولاذُ فُـوّهــــةٍ
زَفــّتْ مـهـالكَهــا مرمى أعاديـهـــا
قد كـُوّرتْ غضباً تـكويـرَ حـانـقةٍ
لُــفّــتْ على حجـرٍ قـاسٍ مآســيهـا
فـأنـطـقـتْ فَـدِمـاً لاروحَ داخـلَـهُ
وصـارَ مـن فــرحٍ بالـروحِ باكيـهـا
تَسَـوّرتْ دمَـهُ أرماضُـها فجـرى
جــرْي الـمُـغيراتِ أشواطٌ تـباريهـا
كـفٌّ أُقَـبِّـلُ فيهـا كلَّ معـجــزةٍ
أعــيـَـتْ مـداركَ قـالـيـها معانــيهـا
لو كـانَ ذا جبلاً ما كان ذا عجبـاً
لـكـنّـهُ ســيّــدُ الـفـتـيــانِ غــاليـهـا
قَبّلتُ كفّكَ يا اّبْنَ الأكرمينَ هوىً
ولا أرى لـهـفي – عـدلا –يـجـازيـهـا
يا خيرَ جَعْدٍ – مَهيباتٌ قوادمِهُ –
بـَرَرْتَ والـدةً هِــيــضــــت خـوافيـهـا
يا جوشنَ الأمّةِ – الجبارُ ضاربُهُ –
لولاكَ لم يـبــقَ مـنـهـا غـيـرُ ناعـيهـا
صَدَدْتَ عنها زفيرَ النارِ – وا خجلاً
أن يـنـبـري لزفـيــــرِ النـارِ طـاويـهـا
من كـلِّ بـَيّارةٍ سـالت مـقـاتـلُها
وقـصّـرتْ عـن مـواســاةٍ مـراثـيـهــا
من كلِّ زاويةٍ أخـفى مـلامـحَـهـا
سـوطُ العذابِ عـبوسـاً في عذاريـهـا
من كلِّ دارٍ أقامَ الهـمُّ سـاتـِرَهــا
وثــقّــبـَــتْ رئـــةَ الدنـيـا بـواكـيـهــا
من كلِّ فَـجٍّ تَرى الهامات بازغـــةً
كـأنـما الشـمسُ تـذكـيها نـواصيــهـا
تعـانـدُ الـقـدرَ الـبـاغي مُـخَضّبَةً
فتـصـطـفي لـقـراعِ الـمـوتِ شافيهـا
شبلاً فشبلاً الى الساحاتِ يسبقُها
نـصـرٌ منَ الله ِبالبـشــــرى يـناديـهـا
شبلاً فشبلاً يَزُمُّ الغيظُ نابضَهــا
ويـقــدحُ البـأسُ من عِــزٍّ يَـمـانـيهـا
في فتيةٍ اسرجَ الأهوالَ ضامِرُهُـمْ
وناضـلتْـهُم – على جهلٍ – عواديها
عافـوا الـمَخـادعَ واّنْسـلّوا بلا قدمٍ
إلى الـمنايـا فـكـانوا مـن أيـاديـهــــا
أَفْلاذ عزمٍ – شديداتٌ وقائِعُهـا –
ما خُــطَّ في لوحِـهــا إلا تــفـانـيـــهـا
مُحاصرونَ ولكـنْ لا حِـصـارَ لـهـم
ولا الرزايـــا لـهـا فـيـهـم أمـانـيـهــا
محاصرونَ على جسرِ الرَدى زَحَفوا
زحْــفَ الكـتـائـبِ دانـيـها كـقـاصيها
تـَحلّقوا حولَ أنيابِ الـمُدى حِمَمَاً
كـأنَّ أنـيـابـَهُ الـغـرثـى مـلاهــيــهـــا
تنافَـسـوا كَـبـِدَ الأوغـادِ بينهمـو
فـأرخـصـوهـا وباتَ الروعُ شـاريهـا
لهمْ هُتافُ اللظى أورتْ مجامرَها
نـكـبـاءُ ثـارٍ مـريـــراتٌ ديـاجـــيــهـا
ساموا الأراذلَ بعضاً من زعازعهِمْ
وغـادروهـا وثـوبُ الـذلِّ كاســيــهـا
طَـعْـنَـاً دِراكـاً تُصِـرُّ الطيرَ حُمْرَتُهُ
فـفـي مـحـاجـرهـا ألْـفَـيـْـتَ قانــيـهـا
ما راعَ أصـغـرَهُـم دبـابـةٌ نَعَبتْ
أو سـُرْفـةٌ كـَمَــنـتْ فـيـها أفاعـيـهــا
أو حاجـزٌ لـجـبانٍ راحَ يـهـتـكـُـهُ
زخُّ الـحـجـارةِ مـنْ رشّـاشِ رامـيهـا
حتى وإنْ حَـوّمَـتَ غربانُـهُ حِزَقاً
وولـولـتْ بـجـحـيـــــمٍ مـن مخازيهـا
لا حِرْزَ يعـصِـمُهُ من رَجْمِ فتيتِنا
لا الدرْعُ لا الصَدْعُ لا أوهامُ عاصيها
فـلـلـحـجـارةِ كـفٌّ لايـضـارعـُـهـا
أمـضـى زنــادٍ ولا حـتـى يــدانــيـهــا
فاهنأْ فتى الحجرِ الناريِّ إنَّ غـداً
للقـدسِ اّتٍ وإن طـالــــــت لـيـالـيهـا