هــــــــــــــــــل بالإمــكـــــــــــــــــان؟
هل بالإمكان ؟
هل إستيقظت يوماً .... يتملكك ذاك الشعور بأنك فرد من فريق كرة قدم ولكنك في صفوف الاحتياط ؟
تقبع هناك في طرف الملعب فوق كرسي ... تتقلقل بقلقك ..... تتحول الثواني في عينيك سنين ... تترسب في أعماقك أمنيات ...... وتزداد وتيرة الأحداث فتدخلك مدننا شيطانية الأفكار ، فتتمنى التعب ، الأذى لشخص ما كي يفسح لك الطريق للخروج من شرنقة المجهول إلى دائرة الضوء ويضعك في أول الطريق لولوج المنظومة ، وإثبات الذات ، فأنت مازلت خارج النص . لاتملك غير الأمل والانتظار .... حقيقة مايجري أم خيال ؟ من قال أننا ملائكة ؟ هذا الشعور لايجعلك تستمتع بالمباراة .... التي تراها حتى كمشاهد . لست أدري لماذا لا يفارقك ذاك الإحساس الموخز بعنف بأنك متهم حتى تثبت براءتك . هل هو مرض نحمله معنا في حلنا وترحالنا أم داء متأصل حتى النخاع فينا ؟ هاجس يرفض أن يفارقك ، يصر أن يصبغ أيامك بالرمادي . يوترك الهمس المتصاعد مع الأنفاس بالتصديق وعدمه. فأنت مشكوك فيّك من رأسك حتى أخمص قدميّك . ينتقل إليك اللغط ببطء حلزون ودبيب عنكبوت يشرنقك ويسكن هناك في أقبية الروح وينز مرارة وإحباط . فتغيب لحظات في ذاتك ، هناك في براري الدهشة تتمنى لو تغادر ، تتمنى لو بقيت في مكانك البعيد حيث الحياة أكثر سخونة والعلاقات أشد حميمية ، والمكان أقل برودة . تتمنى أن كل ما تراه كابوساً تنفضه من ساحات حياتك وتعود كسير الفؤاد خائباً كأبطال الأساطير .
هل بالإمكان متابعة الأيام بعد السكن في حضن الكوابيس وؤد الحلم وتعليق الشهادات في أطر والنظر إليها كجثث محنطة في متحف المدينة .
والكذب على الذات و التسليم بأنك لست سوى كرسي أو طاولة على أبعد تقدير ، وبإسدال الستارة عن كل هذا الصخب وذاك الضجيج .... هل بلإمكان ؟
دفن عنادك ، قطع شراينك ، صلب أفكارك ، تمزيق كتاباتك والسكن في حضن الوداعة والنوم في شرنقة الحقيقة ..... هل بلإمكان ؟
ضبط إيقاعك ، تسليم جيوشك ، الرضا بوهم السكينة والإنكسار .... هل بالإمكان ؟
عنايت بازرباشي ©
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|