القصيدة 38
----------
لن ْيَرْحَمَ اٌلتَّارِيْخ ُ مَنْ يَـاْوِي إِلَـى أَعْدَائِنَا
يا أمـة العـرب الذيـن تخاذلـوا
جعلـوا البـلاد منـارة الأكـفـان
ما بيـن غـزة والعـراق براثـن
للمـوت ينهـش لحمهـا ويمـزق
ناديتهـا والحـزن مـوج طافـح
ولظى الأسى في خافقـي يتحـرق
دمنا يحاكـي مـاء دجلـة جاريـا
والدمـع دجلـة دائـم الجـريـان
ناديتهـا والوجـد يمـلأ خافقـي
ودمـي بحـب وصالهـا يتـدفـق
ناديتها والريـح تقصـف زهرهـا
وغصونها تحت العواصف تسحـق
النخل ذو الأعـذاق يبكـي تمـره
وهناك من يطـأ المرافـئ فاجـرٌ
منْ طوقِ أوغادِ الضوالع ِفي الرذيلة
وثوبُ الخيانة لم يكن مثل الفضيله
لا تغضبـا يـا رافـداي فإنـنـي
بمراحلٍ سـودٍ ومنفصـلِ القبيلـه
نهج تمادى فـي دمـاء عشيرتـي
بالطائفيـة مثـل ألعـاب الرزيلـه
جاؤوا لنهبـي والجوائـز سلمـت
يا للضياع مع السلام وألف حيلـه
يا مـن يخونـون الإلـه عدمتكـم
لغدر نبـتٌ والمهـازل والحصيلـه
فمع الذئاب ترقصُوا وعلـى دمـي
فاليوم يوم الظالمين على الأصيلـه
يا أمـة العـرب الذيـن تخاذلـوا
جعلـوا البـلاد منـارة الأكـفـان
ما بيـن غـزة والعـراق براثـن
للمـوت ينهـش لحمهـا ويمـزق
يـا أمـة المجـد الأبـيِّ تذكـري
ذي القدس يـا بغـداد لا تتأثـري
أهـلَ دجلـة والفـرات تفاخـرُوا
صوغُوا دواءً من مدامع محجـري
قد حان عهدٌ والحـروف تجمعـت
لتعيـش أمتنـا ويفنـى المفتـري
قد كان عيسـى والعشـاء وخانـه
من خانه من باعـه هـل يشتـري
زمـن أبـاح المعتـدون دماءنـا
فأبـاح تجميـع البـلاد تفـكـري
نينوى الخضرا وموصـل بصرتـي
هبوا إلى الزحف المقدس معطـري
سأقول للكلمـات هيـا واجهـري
فوق المنابـر جلجلـي وتمنبـري
إني قدرت علـى مواجهـة العـدو
فدعي الهموم على ترابك واقـدري
أمواتنـا مازلـت أسمـع صوتهـم
والعظم في كـل المقابـر يجتـري
خذ يا أخي يومـا بثـأري وأنتقـم
واجهر بقولك فـوق أعلـى منبـر
لن ْيَرْحَمَ اٌلتَّارِيْخ ُ مَنْ يَـاْوِي إِلَـى
أَعْدَائِنَا أَوْ مَـنْ يخـرب معشـري
فدم الشعوب يظـل رمـز خلودهـا
فـي رايـة خفـاقـةٍ لتـحـرري