يا ظِباء الحي
لاحَ في عــينيَّ ظبيٌ نَــثَـرتْ *** مقلتاه الوجدَ أنَّى أسبَلت
لا يبالي مـن صريعٍ قد بكى
من حنينٍ مسَّهُ حتى اشتكى
ويـح جـرحٍ في فـؤادٍ قد نَكا
يــــا مآقي الروحِ نارٌ ألهبتْ *** مُهجَةً من طَرفهِ قد أوقِدت
اسكبي الدّمـعَ عــلى آثــارهِ
واعزفي الآهاتِ في أوتـاره
عـلَّـــهُ يُـــشـرِقُ في أنـوارِهِ
يا نديمي مــا لعيني قد سقتْ *** واحةً من بُعدِهِ قد أمحلت
يــنــدبُ القـلــبُ على آذانِها
سائلاً أين مضت أغصانهـا
يا ظبـاء الحيِّ من أقرانهـا
بلغـوها عاشقـا قد أُجـهِـدت *** رَكبهُ في إثرها مذ أبحرت
عـلَّهــا تـذكُـرُ أيـام الـهـوى
فـتـداوي حائراً فيهـا اكتوى
شِـدة الوجدِ بقلـبٍ قـد هـوى
مــرَّت الأيامُ حتى إنْ بَــدت *** مهجتي في إثرها ما أُغمِضَتْ
قلتُ ذا شوقي تناهى مُنشِدا
ضحِكت مني وقالت كم شدا
عاشقٌ من خلف بابي وبكى
وفـؤادي بابــُهُ قــد أُوصِـدت *** ثم ماست في دلالٍ ومضت
وإذا الأقـدارُ جـاءتنـي بـهـا
بَعـد يـأسٍ قـد أتاني غيمُهـا
وأتى الملقى فأحيا غصنَها
ضمها الحسنُ بقدٍ قد سَقـتْ *** من حنان الروحِ حتى أينعت
كان ذاك الليل فينا كالغريقْ
وشفـاهٍ أو دنــانٍ مِن عتـيقْ
ورحيقُ العشق في قلبي يَفيقْ
تلك ذكرى من ليالٍ قــد خلـت *** تزرعُ الشوقَ بروضٍ أقفرت
خالد حجار
فلسطين