القصيدة 51
-----------
لغزة هذا التمثال ...
لغزة أتلو صلاة الرزايا ...
وأكتب بالنار والدمع هذي الرواية ..
وأبني لها من عظامي سرابا ..
وكانت سرايا ..
وأجمع من بحر حزني دموعا
أقطرها فوق صخر الخطايا ..
* * *
لغزة أهدي بقية هذا الحنان ..
وأعزف بالنوح لحن المنايا ..
وأقتص من نبض خوفي
عراجين شعر تكون هدايا ..
* * *
لغزة تنمو الحشاشات صبار شوك
تظل نزيفا بهذي الزوايا ..
* * *
لغزة يأتي الربيع مصابا
بجرح الشتاء
وتأتي الفراشات تمشي عرايا
وأأتي أنا من دمار الفراق ..
أقبل رمل الشطوط
وأتبع بعض الخطوط
وأأتي جريحا مشظى ...
أسير على لجج من دماي ..
* * *
لغزة تهفو النفوس ..
وتبكي الشموس ..
وينهار جمع الصبايا ..
* * *
أغزة إن المصاب لأكبر مني
وأعظم من كل شأن
وأظلم من كل لون
وإني لأسبح في برك من دماي
* * *
أغزة ماذا بهذا الفؤاد سوى
قطع من دماء وبعض الشظايا
وأصوات بوم بليل بهيم ...
عديم النهاية ..
* * *
أغزة لا تسأليني لماذا
ولا تسألي عن سعيد ولا عن خبايا
فإنه لو قادك الحظ صوب اختبائي
فلن تعثري – إن وجدت –
سوى عن بقايا ..
* * *
أغزة توبي وعودي إليك ..
فهذا المناخ لدي كئيب ..
وعمري مداه قصير ..
وأنت بلا منتهى أو بدايه ..
دعيني فمن ألف جرح فقدت قواي ..
ومن ألف حزن نسيت هواي
* * *
أغزة ردي إليك يديك
فقد ضاع مني البريق
وجف الرحيق .. وشلت يداي
وهذي النهاية ..
تناسي بأنك كنت الجمال ..
وكنت المرايا ..