أختي الفاضلة ميساء ، السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته .
إن وصفك لما كتبت بروعة الكلمات ليغمرني خجلا ، فما وصفك ذاك إلا من حسن خلقك ورهافة حسك ولين مشاعرك .
أما عن انتهاء محنتنا كعرب وكمسلمين ، فلن تتم ، ما لم تتوحد الصفوف على كلمة سواء ، أما وكل تلهيه تفاهات هذه الدنيا الزائفة عن جلائل الأعمال فلا أظنني نصل إلى ما نطمح إليه من اندحار للقوى المعتدية على كرامة وحقوق وعزة أمتنا ولا أن تنزاح الغمة من على قلوبنا ، وسنعيش أبد الآبدين مستعبدين ومسخرين لخدمة هذا وذاك من المستعمرين والغاصبين .
فالحمامة المطوقة لم تنج وإخوتها من الشرك الذي وقعن فيه إلا بتظافر جهودهن .
فما أحوجنا اليوم قبل الغد ، ليعيد علينا المهلب بن أبي صفرة حكمته ودرسه القيم الذي ألقاه على أبنائه عن الاتحاد باعتباره قوة لا تقهر وهو على فراش الموت .
وما أحوجنا أيضا لإعادة قراءة حكاية الثيران الثلاثة ، علنا نستلهم منها عاقبة التفريط في عضو ولو واحد من المجموعة باعتبار أن " الكل للواحد والواحد للكل "
فكيف يا ترى ، يمكن لفحلي أكباش أبيا إلا أن يناطحان بعضهما البعض غير عابئين بالذئب المتربص بهما أن ينتصرا عليه ؟؟ وهبهما الله قرونا للذوذ عن انفسهم وحياضهم ولا يستعملون هذا السلاح إلا في الاقتتال فيما بينهم .
تبا لغبائهم وقصر نظرهم .
كيف يا ترى يعقل لكل ذي حجى أن يكون هناك : "حماس بدون فتح وكيف يستلذ الفتح بدون حماس ؟؟؟ " كيف يرضى المرء أن يقسم جسمه سواء طوليا أو عرضيا ؟؟؟ بل كيف "يجدع أنفه وإن كان أدن ؟؟؟ "
هي مجموعة من التساؤلات ، متى وقفنا على الأجوبة الشافية عنها ، إذ ذاك تتحقق آمالنا وتتجسد أحلامنا ، "وإن الصبح لناظره لقريب . "
دمت أختاه في رعاية المولى عز وجل .