[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
تحياتي لك دكتور ثروت
اسمح لي أن أشكرك على هذا الطرح الهام حول " قصيدة النثر " ونحن يا دكتور ثروت نتشرف بفكرك وأدبك وآسفة فعلاً لأني لم أنتبه قبل الآن لهذا الملف الشديد الأهمية ولهذا وضعته على شريط مواضيع ننصح بقراءتها
لعل إشكالية قصيدة النثر ورفض بعض الشعراء لها بسبب دخول أنصاف الأميين على الخط وإسباغ الألقاب الشعرية على أنفسهم عبر كتابة ما لا يمت للشعر بصلة بحجة التحرر من الأوزان..
في بداية نور الأدب كنا نرى العجب بمسمى " قصيدة النثر " ولهذا أعتبر شخصياً هذا القسم أهم قسم على الإطلاق كونه يحتاج الكثير من الإرشاد والضبط.
هذا العالم الرقمي ساهم في نشر الإبداع وسهولة تلقي المعلومة لكنه أيضاً أعطى المجال لكثير من الفوضى إن جاز التعبير، وأصبح أي شخص يمكنه أن يسبغ على نفسه ما شاء من ألقاب بلا ضوابط ساهمت فيها طبعاً المواقع غير المتخصصة..
قصيدة النثر لها ضوابط لا بد من مراعاتها
قديماً عرّفوا الشعر بقولهم: " كلامٌ موزونٌ مقفّى " و هذا لم يعد مقبولاً نظراً لما طرأ من تغيرات جذرية، معنى و مبنى، و هذا التعريف لم يعط أية أهمية لفحوى الكلام و إنما لشكله فقط ! و لا قيمة للوزن و القافية إن لم يكونا في خدمة المعاني، و لأنه يعتبر الشعر علماً و هو في الحقيقة فن لا بدّ له منفضاء رحب وآفاق لامتناهية يرسمها الخيال الشعري المبدع و لا بدّ له أن يكون مسكوناً بالشعور والعاطفة المتولدة في لحظة معينة و كما قال أحمد شوقي:
و الشعر إن لم يكن ذكرى و عاطفة.......أوحكمة فهو تقطيع و أوزان
اللغة العربية لغة موسيقية والشعر العربي نشأ نشأة غنائية موسيقية و على أساس الأنموذج القديم وضع العروضيون أوزانهم لتحببنا بالكلمة و تقرّب الألفاظ إلى نفوسنا و ترسّخ الأبيات في أذهاننا فنطرب لسماعها و نشوق إلى تكرارها دائماً، وفي النثر موسيقى سمّوها السجع و في النثر الحديث أيضاً موسيقى، و لا بد لنا هنا من التمييز بين نوعين من الموسيقى الشعرية:
- 1 الموسيقى الخارجيةو هي الأوزان المعروفة
- 2 الموسيقى الداخلية و هي التي تجمع ما بين اللفظ والصورة، ما بين وقع الكلام و الحالة النفسية للشاعر،إنها مزاوجة تامّة ما بين المعنى و الشكل بكلّ جزئياته، و لدينا أيضاً الإيقاع و هو كما يقال النسيج للسامع من التوقع و الإشباع و الاختلاف والمفاجأة...
واجبٌ أن يعرف ويتعلم الشاعر عروض الشعر حتى يفهم الموسيقى الشعرية وليكتب حينها قصيدة النثر ليكون قادراً على التطور و الابتكار ويستطيع أن يحافظ على الموسيقى الداخلية
وكما تفضلت بالشرح الوافي المفيد:
1- عنوان القصيدة..
2- التوحد في سياق الفكرة وأهميتها..
3- اللغة العربية ومنطقية الألفاظ بالنص..
4- الجرس الموسيقي والصورة الشعرية..
5- الختام المتسق للقصيدة مع التتابع في سياق الموضوع.
جزاك الله خيراً وألف شكر لك على هذا الطرح الهام و تقبل شديد احترامي
هدى الخطيب
[/align][/cell][/table1][/align]