عارف بكر الدجاني
( 1856 – 1928 )
واحد من رجالات الرعيل الاول في فلسطين ولد في بيت المقدس ووالده احد علماء القدس وتلقى تعليمه الديني على يديه ودرس العلوم الاولية في مدارس القدس واتقن اللغتين العربية والتركية وفي الثالثة والعشرين من عمره توجه الى استانبول ودرس فيها الحقوق واللغة الفرنسية . شغل عارف الدجاني بعد تخرجه عدة وظائف حكومية عثمانية منها : متصرف دير الزور , ومتصرف ديار بكر , واخر منصب تقلده هو ولاية اليمن فأقام في صنعاء وحاز على لقب الباشوية ثم انتخب عضواً في مجلس المبعوثان عن متصرفية القدس فأقام في العاصمة العثمانية حتى انتدب في اثناء الحرب العالمية الاولى لرئاسة بلدية القدس .
انضم عارف منذ أوائل عهد الانتداب الى الحركة الوطنية العربية في فلسطين وكان مع زميله موسى كاظم الحسيني من اقطابها وقد ربطت بينهما صداقة متينة . شغل عدة مراكز هامة غير حكومية منها رئاسة الجمعية الاسلامية في القدس 1919 – 1920 ورئاسة المؤتمر العربي الفلسطيني الاول سنة 1919 كما اختير سنة 1920 نائباً لرئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر العربي الفلسطيني موسى كاظم الحسيني وفي سنة 1927 تراس عارف القائمة الوطنية لانتخابات مجلس بلدية القدس . تقوم شهرة عارف الدجاني على مواقفه الصلبة أمام حكومة الانتداب ومعارضته لسياستها المؤيدة للحركة الصهيونية ومن منطلقه هذا كان اشتراكه في معظم المؤتمرات والنشاطات والمظاهرات الوطنية كما رفض كغيره أن يعينه المندوب السامي البريطاني في المجلس الاستشاري وبقي ثابتاً على موقفه هذا حتى وافته المنية في القدس .
عارف العارف
( 1892 – 1973 )
مؤرخ , رحالة , إداري , ومناضل سياسي ولد في القدس سنة 1892 , وأتم فيها دراسته الابتدائية والثانوية كما أتم دراسته الجامعية في استانبول ونال منها شهادة في الادارة والسياسة والاقتصاد سنة 1913 عين عقب تخرجه مترجماً في وزارة الخارجية التركية وكان اثناء دراسته يعمل في الصحافة ليلاً ليسد نفقات عيشه ودراسته . انتخب أثناء وجوده في العاصمه العثمانية عضواً في ادارة المنتدى الادبي الذي أنشاه العرب للدعوة الى توحيد العرب واستقلالهم ولما نشبت الحرب العالمية الاولى 1914 دخل العارف الكلية العسكربة وتخرج برتبة ضابط ثم ارسل الى جبهة القتال في القفقاس وفي احدى المعارك أباد الجيش الروسي الكتيبة التركية التي كان فيها العارف ولم ينج من افرادها سوى احد عشر جندياً كان واحداً منهم فأسره الروس سنة 1915 ونفوه الى سيبيريا حيث امضى في الاسرثلاث سنوات واستطاع في المنفى تعلم اللغتين الروسية والالمانية واصدر هناك جريدة عربية هزلية أسماها ( ناقة الله ) . ولما حدثت الثورة الشيوعيه في روسيا سنة 1917 هرب العارف من الاسر مع مجموعة من الضباط عبر منشوريا الى اليابان فالصين فالهند فالبحر الاحمر فمصر ولما وصل الى القدس وجد وطنه فلسطين يرزح تحت وطأة الانتداب البريطاني فصمم على النضال وأصدر سنة 1919 جريدة سورية الجنوبية فكانت اول جريدة عربية تصدر في القدس بعد الاحتلال تقاوم الاحتلالين الانكليزي والصهيوني اعتبره الانكليز محرضاً على انتفاضة 1920 في القدس فاعتقل وأغلقت الصحيفة لكنه تمكن من الفرار الى دمشق وانتخبه مواطنوه المقدسيون ممثلاً لهم في المؤتمر السوري وبقي عارف العارف في دمشق الى ان احتلها الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال غورو فاصطر الى الالتجاء الى الاردن وراح يتنقل في مضارب البدو الى أن سمح له بالعودة الى فلسطين فعاد اليها وتولى مناصب ادراية فكان قائمقام في جنين ونابلس وبيسان ويافا انتقل الى الاردن بدعوة من الامير عبدالله فاستعان به وبعدد من الفلسطينيين لوضع الاسس الأولى لإمارته وبقي العارف في عمان ثلاثة أعوام سكرتيراً عاماً لحكومتها وعضواً في المجلس التنفيذي وفي عمان عارض العارف المعاهدة البريطانية – الأردنية الأولى فسحب من عمان وأعيد الى فلسطين وعين مديراً لبير السبع وأمضى هناك عشرة اعوام ثم نقل الى غزة والف ثلاث كتب : تاريخ غزة و الموجز في تاريخ عسقلان و ورؤياي . نقل العارف بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية الى رام الله وعين مساعداً لحاكم لواء القدس وبعد التدرج في توليه المهام تولى وزارة الأشغال في الحكومة الاردنية وفي سنة 1967 أصبح مديراً لمتحف الآثار الفلسطينية في القدس .
يعد عارف العارف أحد كبار المؤرخين الذين أنجبتهم فلسطين في القرن العشرين ولم تحل ظروف حياته المضطربة وانشغاله بالنضال السياسي والعمل الاداري دون الانصراف الى التفكير وتأليف الكتب والإفادة من الأحداث وتجميع المواد التي اعتمد عليها من نسج مؤلفاته ومن هذه المواد ماهو حصيلة المشاهدة والتجربة ومنها ما هو حصيلة التتبع والتنقيب والتسجيل وتدور موضوعاته بعامة حول أحداث فلسطين التاريخية والمجتمع الفلسطيني والأماكن الاسلامية المقدسة والصراع العربي الصهيوني وقد اتصفت بالموضوعية والامانة العلمية .
يتبع