[زاهية بنت البحر]

القصيدة60
------------
جنين ملحمة وعيد...
ليل فلسطين دمار..
ونهارها جثث ونار
وجنائز محمولة فوق الركام
أمّ تفتّش عن بقايا جثّة
وأب يكفكف دمعه خلف الجدارْ....
ومن المحيط إلى الخليج
قممٌ مزيّنةٌ بشتى أنواع الخطبْ
خطبٌ مدججّةٌ بكلّ أسلحة البيان
و بكل أنواع البديع...
خطبٌ....
تمنطقُ ذلّنا...
وتفلسفُ الإحباطَ فينا..!
لا النفط يصلح أن يكون سلاحنا
أن تزعموا أن الجهاد طريقنا عبث وطيش
بل بالسياسة و الكياسة و السلام...
لا شيء غير خضوعنا وركوعنا
و أنا الجريح لأجلكم قطعت يداي
و أنا الشهيد لأجل أن أهب الحياة....
جسدي الذي فجّرته شمسا و نارْ
*2*
و أنا المؤرّق بالقصيدةِ والسؤالْ...
أنا المحاصرُ بالسّياسة و الكلام...
عبثا أحاول أن ألملم ما تبعثر من شتاتي
أن أزرع الروحَ التي داستها أقدامُ الطّغاة
عبثا أحاول أن أريد...
أن أبعث الإنسان فيَّ من جديد
إنّي لأبحث في دمي عن حيّزٍ متميّزٍ
كي أستعيد فصاحتي و نباهتي...
كي أستعيد رجولتي...!
بي رغبةٌ مجنونةٌ..
كي أصرخ ملء فمي
ياأيّها الشعب المسيّجُ بالخطاباتِ الطويلةِ و العريضةِ
و المواعيدِ التي لا تنتهي.....
يا أيّها الشعبُ الذي لا ينحني..
أنت البداية والنهاية إن أردتَ
أنت مبتدأ اللغهْ...
البحر بحرك,و الفضاء فضاؤك
فاجمع شتاتك,لملم الأشياء فيك...
*3*
جنينُ ملحمةٌ وعيدْ..!
وقصيدةٌ غجريّةٌ مكتوبةٌ بدم الشهيد..
جنينُ رمزُ توحّدي, فرحي المؤجّلُ ...
زمنٌ تألّق في الدّجى أسطورةً
بعثي الجديدْ...
*4*
إنّي أرى فيما أرى
شمسا بلون أخضر...!
وحمامة بيضاء تصهل في دمي نغما مجيد...
إنّي أرى فيما يرى النائم في حلم الكرى...
شعبا كطوفان عنيدْ
يستنهض الإنسان فيه من جديد...
ومن المحيط إلى الخليج
صوت يردده الجميعْ..
سقط الملك و القدس عادْ
سقط الملك و القدس عادْ.......!