[frame="15 98"]
أسعد الله أوقاتك أخي شوقي:
أمّا للخاء فعندي قصّة أخرى رغم موافقتي للأستاذ مسلم في كونه حرف التّغيير:
فأنا أفهمه في الخير وفي الخبرة وفي الخضرة وفي الخمائل وفي الخطا والخفق والخُلق والخيل والخلود ...
نعم هو حرف التّغيير بلا شكّ، لكن كما يمكن لهذا التّغيير أن يسير بنا نحو القهقرى، يمكنه كذلك أن يجري بنا نحو الخير والسّعادة والصّلاح..
في العقل أرى أنّ حرف الخاء يعني الخُلق..
الخلق الّذي في أيدينا كلّ مفاتيح تعديله وتقويمه وتهذيبه، لنجري به نحو الكمال المنشود.
معنويّاً أرى فيه الخضرة والخبرة..
خضرة القلب والرّوح الّتي ترفض الذّبول واليباس، وخبرة العقل في إحياء البشر وسقاية بذار النّفوس..
اجتماعيّاً: أراه الخفق والنّبض الّذي يدلّ على انّنا قوم نرفض الموت.. نحوّل جثثنا إلى سماد يمدّ خلودنا بمقوّمات الحياة والتّجدّد..
أراه تلك الخطا الّتي تعيد تصحيح مسيرة النّاس كلّما أضلّهم الدّرب عن الضّوء البعيد..
سياسيّاً: أراه الخيل الجامحة الّتي لايمكن ترويض أحلامها ولا إسكات صهيلها لأجل الثّورة ولأجل التّحضّر وصناعة الانتصارات في بلاد حوّلها الكسل إلى عنوان للهزائم المتجدّدة..
نفسيّاً: هو الخلود.. والبقاء والحياة .. وحسبك أن تعيش هذا اليقين: يقين أنّك من أمّة لايمكن أن تموت..
هذا وحده إحساس مهمّته أن يزرع الأمل والتّفاؤل ويقلع الحزن والخيبة لحظة بلحظة من العقل العربي والنّفس العربيّة..
أترى كم هو جميل هذا (الخاء)؟؟؟
أشكرك أخي الكريم كلّ الشّكر...
مودّتي واحترامي..
[/frame]