عرض مشاركة واحدة
قديم 20 / 06 / 2010, 10 : 06 PM   رقم المشاركة : [9]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

الفصل الثاني

الشخصيّة الفلسطينية وملامحها

في القصيدة

كيف تبدو ملامح الشخصية الفلسطينية في الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني؟؟ وهل نستطيع أن نقرأ خطوطَ وصفاتِ الشخصية بوضوح ينقلنا إلى أرض الواقع مباشرة من خلال قراءة القصيدة؟؟ وفي هذا المسار هل نقول إن الشعر، والشعر الفلسطيني خاصة، يمكن أن يعكس خصائص الشخصية بكل أبعادها الداخلية والخارجية، لنكون أمام صورة حية نابضة بالامتداد والخصب؟؟..

إن الشخصية الواقعية، وعند انتقالها إلى حالة الشخصية الشعرية، قد تترك كل ملامحها وصفاتها وأبعادها، لتكون شخصية مغايرة تماماً، والشعر العربي القديم حافل بالأمثلة. لكن الشعر الفلسطيني المقاوم استطاع أن يقول الشخصية بواقعية شديدة جعلتها تتطابق إلى هذا الحد أو ذاك مع الشخصية الواقعية. فالصورة التي نراها في الشعر، يمكن أن نراها على أرض الواقع. وأن نتعرف على كل أبعادها.

في مساحة الشعر الفلسطيني المقاوم، لا نبتعد عن قراءة مساحة الواقع المعاش في أكثر الأحيان. ذلك أن القصيدة قريبة أشد القرب من نبض الحياة اليومية المرسومة فعلاً وممارسة وفاعلية. وطبيعي أن الشاعر لا يقول الصورة الواقعة في ساحة الخيال، أو ساحة المرجوّ والمتصور، بقدر ما ينقل عن واقع يلمس ويعيش كل جزئياته. وعلى هذا كانت الشخصية المنقولة من أرض الواقع، إلى أرض القصيدة إن صح التعبير مليئة بالصدق والنبض، وهذا ما جعلها بكل حجمها وصفاتها وأبعادها، مطابقة أو متداخلة مع شخصية الذات الشعرية فما هي الملامح العامة للشخصية العربية الفلسطينية المرسومة في الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني؟؟..

أولاً الشخصية الفلسطينية والثبات:

عند الحديث عن الشخصية الفلسطينية الواقفة بصمود وثبات في وجه الاحتلال الصهيوني، لا بد من التعرف إلى العوامل التي شكلت مثل هذه الشخصية لتكون قادرة على صوغ فعلها وفاعليتها في المواجهة. وأول ما يمكن أن يطالعنا في هذا المجال، يتعلق بقدرة هذه الشخصية على التداخل مع الأرض الفلسطينية بأروع صورة، حيث الفلسطيني هو الأرض، وحيث الأرض هي الفلسطيني. وهنا تغيب المسافة لنكون أمام الصورة واحدة تضم في ألوانها وخطوطها صورة الفلسطيني / الوطن، والوطن / الفلسطيني.

في قصيدته "هويتي ارض" يقول الشاعر سليمان دغش: "مخدّتي زهرْ / وفرشتي حشائش برية /والبدر قنديل السمر" ثم "أصابعي شجرْ / ومهجتي صخرية / وأنت لي القدر / يا أرض والهوية" لنرى إلى ملامح شخصية تصر على التماسك والثبات إلى أبعد حد.

وطبيعي أن تكون صورة الشاعر قوية بقدر اتصالها بالأرض، وهنا يقفز هذا الاتصال ليكون توحّداً نهائياً يرسخ بصمة شديدة الفاعلية..

سليمان دغش يؤكد على هذه الصورة في قصيدة أخرى حملت عنوان "من آذار مع خالص الحب والتقدير" حيث: "لماذا حاولوا فصلي / عن الأرض التي التحمت على قلبي / جناحاً ناعم الزغب / لماذا حاولوا التفريق بين العين والهدب"..

وهو ما يأتي على هذا الشكل من التدفق عند الشاعر هايل عساقلة في قصيدة "أرض البطولات" حيث:

وتنمو الدوالي على راحتيّ وظلّ الدوالي على منكبي
وتشدو العصافير صبحاً وعصرا ويعبق سهل الثرى المعشب
الشخصية في مثل هذا التوحّد، أو الاتصال النابض بالحياة، تشكل أعلى وتيرة من شحن الذات بعوامل الحمأي والدفاع والتماسك، وهي في ذلك تسجل قدرتها على المواجهة والتحرك باستمرارية لتكون صاحبة بصمة فاعلة. وطبيعي أن التداخل مع الأرض، وعلى هذا النحو، إنما يستدعي التوكيد على أن مثل هذه الشخصية تستطيع أن تكون شديدة الغليان والثورة والفاعلية في دفاعها عن الأرض، لأنه دفاع عن الذات. وأي اعتداء في هذه الحال إنما يوجّه إلى الأرض والشخصية ما دام التداخل والتوحد قائمين..


على هذا المستوى، وفي الاتجاه ذاته تبرز صورة التوكيد على التاريخ، لتكون داعمة في بناء الذات ورفدها. والتاريخ في هذه المساحة لا ينفصل عن حالة التوحّد والتداخل مع الأرض. فهو من جهة يؤكد على حق الإنسان العربي الفلسطيني بأرضه، وهو من جهة ثانية يدعم جوانب شخصيته لتكون أقوى وأشد وأصلب. فالذات في بنائها العام: تاريخ وحاضر ومستقبل. وهي بذلك ذات فعل لا يعرف الخمود والانحسار. في هذا يقول الشاعر هايل عساقلة في قصيدة "لو كنت مثلي أيها الحجر".. "لم والكرمل مهدي وأبي / غارس الكرمة في سفح التلالْ " ويقول في قصيدة "أرض البطولات":

أما قلتِ إنك مجد الزمان وعمر الزمان ولم تتعبي
كما تبرز في هذا الاتجاه صورة الإصرار على العروبة، كونها الفعل المكوّن للشخصية في أكثر معاني وقوفها وثباتها بروزاً.. فالأرض لا تكتمل صورتها بمعزل عن العروبة، والشخصية لا تأخذ معناها بمعزل عن العروبة، والتحدي لا يأخذ معناه بمعزل عن العروبة. لذلك كانت الشخصية الفلسطينية، شخصية عربية قبل أي شيء آخر. وهنا تصرّ الذات في بناء فعلها وحركتها وامتدادها على أنها ذات عربية، وعلى أنها ذات لا تعرف النبض إلا من خلال القلب العربي. يقول الشاعر سليمان دغش في قصيدته "من آذار مع خالص الحب والتقدير" بمثل هذه العلاقة المتدفقة، حيث: " فكل الأرض تعشقني / ويهتف كل ما فيها / أنا عربي / أنا عربي / أنا عربي.." بينما يقول الشاعر وهيب نديم وهبة في قصيدته "الوصية في كف عفريت" بالتوهج الثوري من خلال امتداده العربي حيث: "وأنا الرمح العربي / وأنا الكرمل / والقلب النقي.."..


كل هذا استدعى أن تكتب الشخصية الفلسطينية حضورها المؤثر على مدار الزمن وفي امتداد المكان. لذلك كانت قصيدة "معذرة" للشاعر مصطفى مراد أميل إلى إعطاء القسم هوية الصمود، حيث: "أقسمت بحلمي يا وطني / ببقايانا / أن لا أحني الهامه" و"أقسمت بحلمي يا وطني / ببقايانا / أن لا أعشق إلا امرأة حره.." لتكون إصرارية الصمود هوية مواجهة لا تعرف التراجع أو الانكفاء. وطبيعي أن تبقى الشخصية في تلاحم مع فعلها ما دام مثل هذا الفعل معبراً عن هوية الثبات، وهو ما استدعى المطالبة بالفعل المواجه ثم تصعيده إلى حالة الحضور ليكون ثورة عارمة، يقول هايل عساقلة في قصيدته "أرض البطولات":

ألا فاشهديني أردّ الغزاة وأهمز مهري على الغيهب
فثوري سألتك باسم الشهيد وباسم الثرى المعشب المخصب
حجارة سخنين ملء الأكف ونعل خديجة لم يثقب


[/align]
</H1>
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس