[frame="15 98"]
مساء الخير ...
أعود إليك أخي يسين وإلى الأحبّة جميعاً على هذه الشّرفة..
هل أخبرك بسرّ جديد؟؟
لي علاقة وثيقة بالقهوة حين يزورني الأصدقاء.. ولأشعر بحميميّة الحوار هذه اللّحظات، أعددت القهوة لنشربها جميعاً بين الورد الصّيفيّ العبق بالمودّة على شرفة بيتي الصّغيرة..
دعني في البداية أخالفك في موضوع قبول الذّائقة العربيّة لتعدّد المواهب وأشكال الإبداع..
رغم أنّ الشّعر هو أقدم أنواع الإبداع عند العرب، لكنّنا نرى في الوقت ذاته أنّ ذائقة العربي قبلت كلّ ما قدّمته الحضارة الفنّيّة في جميع المجالات..
بل إنّها عبّرت وأبدت رأيها الخبير في شتّى الميادين .. ومازلت أراها ذائقة قاسية ومرهفة ولايُسمح معها للمبدعين أن يقعوا في أيّ خطأ..
بالنّسبة إلى تعدّد وسائل الإتّصال وتنوّعها أرى أنّ ذلك خدم الشّعر وخدم الذّائقة أيضاً..
رغم كثرة الشّعر وسهولة انتشاره.. وسوف أوضح لك السّبب:
إنّ سهولة انتشار الشّعر ساعدت على ازدحام السّاحة الشّعريّة بالجيّد والرّديء معاً..
هذا الازدحام عزّز القدرة على المقارنة، ودرّب الذّوق على أن يتحسّس مراكز الجمال ويتعقّبها..
حتّى في الإنترنت حيث يمكن للجميع أن يكتبوا: نلاحظ أنّ القارئ يختار ويحسن الاختيار ويفرض مقياس الجودة بقسوة حكمه..
وفي هذا الفعل خدمة لايستهان بها للقصيدة، إذ يمكن للشّاعر من خلال إحصاء عدد قرّائه ونوعيّة ثقافاتهم الّتي تعبّر عنها تعليقاتهم بوضوح جليّ، يمكنه أن يعرف ويقيّم مستوى قصيدته ويصحّح أعماله المقبلة..
بعضنا نحفظ القصائد الجميلة ونبحث عنها لشعراء لم نكن نسمع بهم من قبل..
بعض الأسماء الشّعريّة الّتي لم تكن معروفة تمكّنت من إثبات وجودها من خلال وسائل الاتّصال الحديثة وصار لها جمهور عربيّ كبير..
ليس هذا فحسب: بل إنّنا تمكّنا من أن نخدم قضايانا ونصدح بصوت الشّارع والمواطن العربي، ونلتزم قهره وعذابه ونحمل إليه الرّسائل الّتي تطالبه بالثّورة والتّغيير.. وهذا الهدف ليس صغيراً عزيزي يسين..
ويمكنه خلال سنوات أن يعطي مردوداً ظاهراً وواضحاً..
التّغيير لايقوم على غير الاعتقاد والتّعبئة.. وهذا الدّور لاننكر أنّ وسائل الاتّصال الحديثة ساعدتنا على القيام به بشكل أفضل من ذي قبل..
أنا متفائلة جدّاً.. وأرى أنّنا صرنا على ابواب النّهاية لسنوات الظّلام العربيّة...
على صعيد الخلل: سبق لي وأوضحت أنّي لا أرى خللاً!!
لكنّني تمنّيت على الشّعر أن يقوم بحركة أكثر فاعليّة على صعيد التّواصل مع النّفس الإنسانيّة والتّحريض على التّغيير والثّورة..
وفي إجابة سابقة قدّمت دعوتي للشّعراء العرب الّتي أوجزها مجدّداً في أمرين:
1- التّميّز الفّنّي والتّقني للقصيدة.
2- ملاءمتها للواقع وتحريضها على المقاومة و التّغيير.
نحن أصحاب رسالة عزيزي يسين.. ورسالتنا ليست شجاراً على شجرة في حقل!!
نحن بشر صادروا لنا حصّتنا من الهواء، وجرّدونا من ضوء الشّمس!!
والقضيّة هنا ليست بأقلّ من جهاد لاسترداد الكرامة!!
هل كثير علينا أن نسهر على تأجيج المشاعر والإرادة في القلوب الّتي عليها ستقوم صناعة التّاريخ وبذل الدّم؟؟
مع شكري الجزيل...
تحيّتي إليكم جميعاً..
[/frame]