عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 06 / 2010, 14 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

الشباب ودواء للصلع !!!

[align=justify]
لا تظن يا شحرور الغندور يا طيب القلب والروح واللسان، أنني أمزح، فأنا حقاً وجدت دواء للصلع.. لكن على الشباب أن يفهموا أنني وجدت دواء للصلع وليس ضد الصلع.. وهذا يعني أنني أريد أن يصبح الشباب من فئة الصلعان وليس العكس. وليس في ذلك عيب أو نقيصة كما يظن الصلعان وغير الصلعان في الوطن العربي، وفي العالم.. فالصلع ذو مزايا متعددة لا أول لها ولا آخر.. أولها أن الأصلع لا يحتاج إلى مشط.. ولا يحتاج إلى الوقوف أمام المرآة لتمشيط شعره.. ولا يشدّ أحد شعره إذا وقع في حيص بيص.. وستكون زوجته معجبة بصلعته خاصة في الليل عندما تنعكس الأضواء عليها فتبدو مثل لوحة سريالية.. إضافة إلى ذلك، فالأصلع يستطيع بكل بساطة التحدث عن فضائل السهر تحت ضوء القمر، لأن صلعته تستقبل كل الأضواء والجماليات القمرية دون حاجة لتركيب أي جهاز مقوٍ للإشارة.. وبناء عليه، فقد فكرت ووجدت دواء لكي يتحول الشباب إلى صلعان..!!..
في البداية على عشاق الصلع المحترفين أن يلتزموا بالخطوات المطلوبة التزاماً مطلقاً لا يحيدون عن جزئية من جزئياته.. أول هذه الخطوات أن يقوم المرء بالمقارنة بين راتبه ومصروف الشهر مرتين في اليوم، وأن يتساءل كيف تسير الأمور دون حاجة للقفز مثل القرود فوق الأساطيح، أو من غصن إلى غصن.. عندها سيجد أن شعره بدأ يفقد لونه ورونقه والكثير من مساحته، وهو طريق مضمون لبداية زحف الصلع دون قوات مدرعة..
بعد ذلك، على الشباب الطالبين لنعمة الصلع، الاستماع إلى نشرات الأخبار التي تبثها الإذاعات العربية بمعدل خمس نشرات أخبار في الدقيقة الواحدة.. والأمر المضمون أن الصلع سيزحف زحفاً انكشارياً لا يرحم.. فنشرات الأخبار المذكورة، تتحدث عن كل شيء، دون أن تفهم كمستمع شيئاً.. ومن فضائل هذه النشرات أنها تجعل الصلع أمراً لا مفر منه، إذ في كل مرة، ستنحسر خطوط الشعر وسترجع إلى الوراء، معلنة استنكارها لكل ما يجري.. وهذا التراجع «الشعري» هو المطلوب، ولاشيء آخر..
إضافة إلى كل ما تقدم، يمكن للشاب أن يستمع دون انقطاع إلى تكسير الصحون وضرب الطناجر ببعضها، وإلى الزعيق والزفير والشهيق، في الأغنيات التي تبث باستمرار ودون توقف من المحطات العربية الفضائية.. ويفضل في هذه الحالة، معرفة هذا المطرب من ذاك، وإيجاد مقاييس للتفريق بين من ينط على ظهر موال ومن يتشعبط على جدار لحن ما.. وإذا صعب التفريق واستحال، نظراً لتشابه الوجوه والملامح والأصوات والكلمات والألحان، فلا بأس أن يحاول الشاب فهم مغزى أغنية من هذه الأغنيات، وأن ينتظر الفرج إذا لم يفهم. وإذا أراد توسعاً في التواصل مع هذه الأغنيات، فلا بأس أن يجري حواراً مع أي واحد من مطربي العصر، ليحدثه عن سبب ارتفاع أثمان الأحذية.. ولماذا صار طول الشارع يقاس بالعرض؟؟..
ومن باب أولى، وبعيداً عن السياسة والدخول في وجع رأسها، أن يقوم الشاب بجمع التبرعات لمساعدة الدول التي تلقي الأغذية في البحر من أجل المحافظة على ارتفاع أسعارها، مع أن هناك من يموت جوعاً.. فهذه الدول تعاني الأمرين في التخلص من الغذاء، ولا تجد سوى البحر وسيلة.. وحين يقوم الشباب بمساعدتها، سيزداد جوع الجائعين، وقهر البائسين، وستأخذ المجاعة أكبر عدد ممكن من الناس..!!.. وستعيش الدول الغنية المتخمة في هناء وانشراح وهدوء بال بعد أن تتخلص من كل الأغذية الفائضة.. فالمهم أن يبقى السوق محافظاً على الأسعار.. وليس ذنب هذه الدول «المحترمة جداً»!! أن الفقراء فقراء، وأن الجائعين جائعون.. إذ لماذا لا يعمل هؤلاء الجائعون على تأمين طعامهم من عصر الهواء..؟؟..
ولكي يزداد الصلعان صلعاً، ولكي يصبح الرأس مثل صحراء مجدبة.. لماذا لا يقوم الشباب بترك الدراسة والعلم والاتجاه إلى التهريب والمتاجرة بأرزاق الناس. دون النظر إلى أي شيء أخلاقي، أو غير أخلاقي.. فالمهم أن تتكدس الأموال وتكبر ويعلو شأنها.. عندها يصبح الشاب صاحب ثروة لم يتعب فيها ولا يحزنون.. وفي هذا ما يلائم سرعة العصر ولهاثه.. كل شيء يأتي ببساطة، ويذهب ببساطة، وينهار ببساطة.. ولا مكان لقيم أكل الزمان عليها وشرب.. وعلى شباب اليوم أن يكون شعارهم الأول والأخير «أنا ومن بعدي الطوفان»!!.. فهذا الشعار شعار حضاري يدل على وصول الشاب إلى قمة العطاء المبدع المثقوب.. وبالتأكيد سيصبح الصلع صورة لا تماثلها صورة في التوهج واللمعان والبريق..
ولا بأس أن يقوم الشاب بكل ما هو غير أخلاقي.. فيتخلى عن أمه وأبيه وأخيه وحارته وشارعه وأقاربه وأصدقائه، رافعاً شعار «مصلحتي ولاشيء آخر» وعندها سيكون في وحدته وتأملاته التي يستطيع من خلالها أن يفكر بالقضاء على كل من يقف في طريقه، حتى وإن كان أقرب المقربين.. وإذا أراد هذا الشاب أن ينافق ويداهن ويمسح الجوخ، فلا بأس، لأن ذلك من موجبات النجاح والوصول.. ولا أدري ماذا سيفعل هذا الشاب إذا وقف ذات يوم يتحدث عن الفضيلة والأخلاق، وأمه مرمية منذ سنوات في مأوى للعجزة؟؟ ماذا سيفعل؟؟

[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس