[gdwl]لست الان بحاجه الى حذاء.....24/6/2010[/gdwl]
ثوب فلسطيني خاص بمناطق مدينه رام الله
[bor=333333]
كانت عائده صغرى اخواتها السته ولدت في احدى مخيمات اللاجئين فتاه مشاكسه هزيله الجسم اجبرت على انتعال ارصفه المخيم المعبده بدماء الراحلين..بلا عوده.. بدون حذاء ...تتناثر خصيلات شعرها المشاكس فـــــي كل اتجاه متمرده على الرتابه ......واشباح البؤس والجــــــوع ترتاد جوارحها الهزيله..مردده سيمفونيه كانت قـــد اعتادت على دندنه الحانها ...
اعتادت عائده ان تردد بعض العبارات الثوريه التي تسمعها من زوايا ازقــــــه وشوارع المخيــم الذي اكتظ بالصفيح المرتق التــي تغزوه سيمفونيات المطر في فصل الشتاء.. . واكوام الطين.واعــلام الامم المتحده الزرقاء ترفرف فوق المنشاات.. وصياح البائعين في وقت الظهيره الذي لا يخلو من بضع نحنحات لاستعاده حيويه الحناجرالصادحه التي تتسابق طلبا للرزق ....
عائده لامها ....متى بدنا نرجع على بيتنا القديم ..اللي حكتلنا عنه ستي عايشه قبل ما تموت
الام تنهرها غاضبه وهي تداعب بضعا مـــن حفنات الطحين كانت قد استلفتهم من جارتها ام علي لبعض حين ..( وطــــي حسك (صوتك) يا بنت.اللي راح راح وربنا بعوضنا ما حد بيموت من الجوع..هاتي لكن ( اناء)..العجين. بدي الحق اخبز)..
ثم صمتت ام محمد لبرهه ودارت فيها رحى السنين التي اعشوشبت فيها سنابل القمح ورائحه معصره زيت الزيتون القديمه متذيله بثوب جديد كان قـــــد اخذ مجدا عنـــدما حاكتـــه اناملها و طرز بالحريــــر الاصلــي.وقماش التفته النفيس.. كل زاويه مـــن حنايا الثوب تروي حكايه حينما زفت بهذا الثوب قبل 20 عاماعل انغام ى اهازيج نساء الحي مرددات.....
امي ويا امــــي شديلي مخداتي طلعت من البيت وما ودعت انا خياتي .. .. امي ويا يمي وشديلي مناديلي طلعت من البيت وما ودعت انا جيلي..
كانت ام عائده وقبل ان يضعف بصرها تمتهن خياطه اثواب الحرير لتسد رمق جياعها السته بعد ان اندثرت معالم زوجها تحت مصفحه تحمل العلم الــ *** متخذا من تراب المكان قبرا له بعــــد ان اختفت اشلاءه واختلطت مع اسفلت الرصيف* لكنه علـــى اي حال ترك لها الصيت الحسن مع بعض من القطع النقديه كفتها العوز والحاجه الى ما شاء الله .. ثم سلمت امرها لله ولــ بطاقه التموين وبعضا مـــــن عزه النفس.
تنهدت وهي تكافح في انهاء ثوب قديم كانت قد وعدت ابنتها عائده بشراء حذاء لها وربطه شعر بجزء من ثمن الثوب اذا ما اكتمل....
عبثا تحاول اقناع نفسها ببيعه بعد ان ذاب القماش تحت اناملها وهي تتحس موضع الابره..ما فائده الحذاء و قدماها قــــد ادمنت اشواك الطريق حتىصارت مرتع للشقوق الداميه..
كان محمد الذكر الوحيد الذي رزقت به ام محمد قد انقطعت اخباره بعد ان هاجر الى احدى الدول الاروبيه بعد ان قدم اللجوء السياسي ورمى الباسبورت مع ما تبقى من ارشيف ذاكرته في عباب الماء ...
. كانت عائده قد سمعت زفرات الجموع الغاضبه المتجمهره للوصول الى نقاط العبور للضفه الاخرى من نهرالــ ** وهي عائده مــــن مقر توزيع المؤن تحمل بعضا من (بقج وبطانيات رسم عليها شعار الامم المتحده لاغاثه اللاجئين) القت عائده عـــــن كاهلها الاحمال و لحقت بجموع المتظاهرين الى الناحيه الاخرى وهـــــي تردد شعارات بالكاد تفهم مغزاها/ وتقدمت بالمسير الى المناطق المحرمـــــــه فـي قانون شريعه الغاب...ووطئت على لغم الموت في نقطه العبور الذي...بتـر اطرافها السفليه محدثا نزيفا من شلالات التحرر والتمرد على الواقع المرير... ...
بعد سنوات ليست بالقليله التقيت بــ عائده في احد مراكز الصليب الاحمر..تجلس على كرسي متحرك
وما زالت عائده تردد الى الان بعد ان بترت اطرافها السفليه .....
امي ....
لست الان بحاجه الى حذاء .. لست الان بحاجه الى حذاء.. لست الان بحاجه الى حذاء
...................
[/bor]