الموضوع: خريف الأحزان
عرض مشاركة واحدة
قديم 27 / 06 / 2010, 10 : 12 AM   رقم المشاركة : [13]
ندى الريف
كاتب نور أدبي مشارك

 الصورة الرمزية ندى الريف
 





ندى الريف is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: خريف الأحزان

كان خريفا و مضى بحزنه و سواده، بقسوته و ظلامه، ثم تلاه شتاء بارد قارس مر بسرعة البرق لم أنتبه فيه إلى شيء أو أني ربما ما أحسست بطعمه لما أصابني من الفتور و الوهن ، حتى تبعه ربيع مزهر جميل بعث في النفس البهجة و السرور، مع أول يوم فيه جاءتني فكرة العودة إلى الكتابة ، لكني ما كنت أجد في ذهني غير بقايا حروف مبعثرة ما تريدأن تتجمع لتكون كلمة فكيف بها أن تخط سطورا من الكلمات، كنت كلما أردت أن أبدأ أثناني شيء ما بداخلي عن فعل ذلك. حاولت و حاولت ، لكن دون جدوى، ما عساي أفعل يا ترى..
تركت لنفسي حريتها و لم اعد ارغمها على الكتابة أو حتى التفكير في الكتابة.. و مرت ساعات، تلتها أيام، تبعتها شهور... إلى أن جاء هذا اليوم !!!
دخلت بنية تصفح الجديد في نور الأدب، فاحتواني هذا النور و دعاني للكتابة.. لم أشعر إلا و أنا أخط هذه الكلمات تنساب من بين أناملي لا أجد لها رادعا و لا أدري لها معنى.. المهم أني أكتب..
تراني عدت إلى سابق عهدي، لكم أتمنى ذلك، لأني كنت طوال هذه الفترة في صراع مع نفسي أو مع عقلي أو يمكن أن يكون صراعا مع أناملي التي رفضت هي الأخرى أن تخط الكلام..
جاء الصيف بأيامه الطويلة و لياليه العذبة الحالمة.. كنت كثيرا ما أقضي النهار القراءة و عندما يحل المساء أنتظر بفارغ الصبر نوم كل من في البيت حتى تعم السكينة و الهدوء و لا أسمع في أذني غير صدى سيارة مرت من الطريق المجاور لبيتنا أو خشخشة أوراق أشجار الحديقة معلنة عن هبوب نسيم عليل في ليل بهي..
أفتح نافذة غرفتي و أرمي ببصري إلى العلياء فأرى سماء سبحان من رفعها بغير عمد متلألئة بنجوم مضيئة تلتف حول قمر يقول لها نوري غلب نورك أيتها النجوم فاقتربي مني كي أزيدك نورا، فتأتيه متسارعة متناغمة متسابقة كل منها تريد أن تكون إلى جواره.. فاض نوره حتى غمر الأرض وما عليها، بدا لي أنه يضيء الكون من حولي كي تتجلى لي رؤية المخلوقات بوضوح أكثر، إلى جانبي شجرة تكبرني سنا تعهدها كل من في بيتنا حتى كبرت و صارت تعرف كل صغيرة و كبيرة في حياتنا و كأنها فرد من أسرتنا ، كنا نسميها الجدة، على أغصانها عاشت و ماتت الكثير من العصافير، و عاشت و ماتت الكثير من الاوراق، و أيضا عاشت و ماتت او طويت الكثير من الحكايات.. حمامة رباها أخي منذ صغرها هي و صغارها من يقطن هذه الشجرة الآن، إني أراها نائمة تحضنهم في حب و دفء و حنان و أمان تحرسها عين الرحمن و هذه الشجرة الجدة..
توقفت لوهلة لما أثارني من ضجيج سيارة قادمة لم أعهده في هذا الوقت من الليل.. ترى ما الأمر ؟؟؟
ندى الريف غير متصل   رد مع اقتباس