رد: الأديبة الشاعرة أمل طنانة في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين عرعا
 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يسين عرعار |
 |
|
|
|
|
|
|
[frame="15 98"]
الشاعرة ... أمل ...
لك نتاج رائع في مجال الأنشودة...150 نشيداً للأطفال، وأناشيد ملتزمة ودينيّة ، أنشدتها بعض الفرق اللّبنانيّة
من بين هذه الأناشيد : قم ياشعب العرب ، كفاني أحبّك، أتحبّني ....
أنت أعطيت للأنشودة حقها من الإبداع و خصصت للطفل مكتبة أدبية و حديقة ذهبية ...
هل لك أن تحدثينا عن بداية نجاح التجربة الأولى في عالم الأنشودة لتصير بهذا الحجم ؟.
( يعني هل يوجد لديك تنسيق أو تعامل شخصي مع الفرق المنشدة للأناشيد ....؟).
- كيف تنظرين إلى أدب الطفل في العالم العربي ؟ هل حقق رسالته ؟ ماذا ينقصه ؟ ..
- المفاهيم حول أدب الطفل تعددت وتباينت ..فمن وجة نظرك الشخصية..هل أدب الطفل هوالأدب الذي يبدعه و يكتبه الطفل؟..
أو يكتبه الكبار خصيصا و يقدمونه للطفل ؟..أو هو كل ما يتعلق بحياة الطفل دون النظر إلى عمر الكاتب ..؟
- كباحثة في علوم التربية و مؤلفة كتب للأطفال ... ما الذي يمكن أن نقدمه للطفولة حتى نظفر برجال و نساء في مستوى الرقي العلمي و الاجتماعي و الأخلاقي ....؟
------
تحيتي
[/frame]
|
|
 |
|
 |
|
أجدّد تحيّتي إليك أيّها العزيز:
تجربتي الأولى في كتابة الأناشيد للأطفال كانت ضمن كتب مدرسيّة خاصّة بتعليم اللّغة العربيّة، طُلب منّي أن أشارك في تأليفها سنة 1994..
فكتبت نصوصاً شعريّة خاصّة بالأطفال كقصائد..
ونشرتها ضمن تلك المؤلّفات..
فوجئت بقيام بعض المدارس بتلحين هذه القصائد على نفقتها لمساعدة الأطفال على حفظها..
ومن بعدها صارت إدارات المدارس تتواصل معي لغرض الكتابة للأطفال ..
ففكّرت بالكتابة المسرحيّة..
حين صارت مادّة المسرح مفروضة في المنهج اللّبناني سنة 1996، بات الاهتمام بمسرح الطّفل أكبر بكثير..
فصرتُ أكتب باستمرار، في البداية للمدرسة الّتي أعمل فيها كمنسّقة لمادة اللّغة العربيّة..
وتقوم الفرق المسرحيّة المدرسيّة بتمثيل أعمالي..
ولأنّ مسرحيّاتي شعريّة، وجد مخرجوها أنّ الأفضل هو تلحينها..
فتحوّلت مسرحيّاتي الشّعريّة إلى مسرحيّات غنائيّة للأطفال..
ولايمكنك أن تتصوّر سعادة الأطفال بالأغنيات وسرعة حفظهم لها..
لذا، صارت أعمالي تتجاوز مدرستي وجمهوري يتجاوز تلاميذي..
لاقيت تشجيعاً من تلفزيون المنار الّذي عرض لي عدّة مسرحيّات، وقد كان لي شرف حضور سماحة السّيّد حسن نصر الله لبعض مسرحيّاتي الّتي عُرضت في سياق بعض الاحتفالات الدّينيّة، وأشاد بها.
أعتبر إشادته تلك خيراً لي من كلّ ماحصلت عليه أو يمكن أن أحصل عليه في حياتي من أوسمة..
عادة أكتب مسرحيّتين للأطفال على الأقلّ كلّ عام...
فوجئت ثلاث مرّات بفوز مسرحيّاتي بجوائز، كانت آخرها مسرحيّتي (متل الحلم) الّتي لم أحضر عرضها إلاّ حين عرضها التّلفزيون..
لكن علمت فيما بعد بفوزها بجائزة وزارة الثّقافة كأفضل مسرحيّة للأطفال في لبنان..
هذا الأمر شجّعني كثيراً.. لاتنس أنّ مسرحيّاتي للأطفال ليست للتّرفيه فقط..
بل هي موجّهة وتحمل ثقافة خاصّة أهتمّ بنقلها إلى الأطفال..
الأطفال اليوم هم مقاومو الغد، والمقاومة فعل لايختصره حمل السّلاح في أرض المعركة، بل محاربة كلّ سلبيّات النّفس، وتهذيب الخُلق تهذيباً ذاتيّاً.. وهذا هو منطلق وهدف كتابتي لهم..
بالنّسبة إلى أدب الطّفل في العالم العربي، أرى أنّ ما يحمل رسالةً منه حقّق رسالته.. نعم..
المشكلة أنّ معظم هذا الأدب لايحمل رسالة!!!
ينقص هذا الأدب كتّاب وشعراء يحملون رسالة لها أهداف سامية من جهة، ويفهمون عالم الطّفل ولغته و يلمّون بطرائق التّواصل مع أفهام الأطفال من جهة أخرى.. دون أن ينقصهم الصّبر والشّجاعة أو تكون غايتهم الرّبح.. لأنّ أدب الأطفال لايربح على المستوى المادّي، لكنّه يربح كثيراً على صعيد التّأثير في صناعة الجيل..
لا مشكلة عزيزي يسين في عمر من يقدّم أدب الأطفال..
سليمان العيسى أبدع للأطفال بعد أن صار جَدّاً ، وهناك أطفالٌ يكتبون للأطفال الرّوائع..
أدب الأطفال يرتبط بالمادّة الّتي نقدّمها للأطفال .. المادّة الّتي تجمع بين المتعة والفائدة معاً..
وهي الأساس ...
ماعلينا أن نقدّمه للأطفال عزيزي يسين كثير.. كثير جدّاً..
تعرف أنت سلسلة قصص الأطفال الشّهيرة الّتي أنتجتها ديزني على شكل أفلام متحرّكة..
تعرف: سندريلاّ ورابونزل وجميلة والوحش وسنو وايت: بياض الثّلج..
القصص الّتي سحرت طفولتنا بعشق القراءة..
ألم تلاحظ الصّورة المثال الّتي قدّمتها تلك القصص للأطفال؟
المرأة الغبيّة والجميلة.. والرّجل الثري والوسيم..
رغم صعوبته: فإنّ أدب الطّفل أخطر مايمكن أن يُعتمد عليه في صنع الأجيال، لأنّه أسرع وأسهل طريقة تمكّننا من السّيطرة على لاوعي الأطفال إن عملنا بشكل صحيح وواعٍ ودقيق..
الكتابة للطّفل مسؤوليّة ضخمة لأنّها تحتاج من المبدع إلى مجموعة مهارات وثقافات عليه أن يمتلكها قبل أن يضع نفسه بين أدباء الأطفال...
أجدّد شكري مع كلّ المودّة ..
|