عرض مشاركة واحدة
قديم 30 / 06 / 2010, 34 : 12 PM   رقم المشاركة : [4]
عبد المنعم محمد خير إسبير
شاعر وأديب إسلامي، عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية - رئيس شرفي لقسم همس الروح (الشعر الإسلامي) منتدى ديوان الشاعر عبد المنعم محمد خير إسبير، هيئة مجلس الحكماء (انتقل إلى رحمة الله)

 الصورة الرمزية عبد المنعم محمد خير إسبير
 





عبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سورية

رد: عبد المنعم محمد خير إسبير ** سيرتي الذاتية

اِبتسم .... تبتسم لك الحيــــــــاة
*
فاتحة عمل أدبيّ جديد
أُهديها الى ابنتي في الرّوح والإنسانية
والمناضلة الصابرة المؤمنة
الأديبة السيدة هدى نور الدين الخطيب
اعترافاً بجميلها
*************

أبتدئ بمقولتي في الحياة فأقول :

حمْداً لله الّذي أنهى رحلتي في صحراء الجهالة ، وهداني إلى روابي المحبّة الإلهيّة حيث أزهَرَت آلامي .

عبد المنعم "محمد خير" إسبير
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالميّة
*********
*
دخلتُ غرفته في داره ، فوجدت صديقي حزيناً مكتئباً كعادته بعد تقاعده عن العمل.
ــ السلام عليكم . كيف حالك ياعزيزي .
ــ نظرَ إليّ طويلاً وأجاب باستهزاء وسخرية:وعليكم السّلام . لمَ تجشّمتَ عناء المجئ ياصديقي؟ ليتك تنساني كما نسيني الجميع.
كانوا يتوافدون عليّ بين حينٍ وآخر . والآن وبعد ......
ــ (مقاطعاً) أعلم ماتريد قوله ، إنهم تخلّوا عنك حينما تقاعدت ، أليس كذلك ....؟
ــ ولمَ لاتتخلّى عنّي أيضاً وتريح نفسك منّي؟
ــ ماهذا الكلام ياأبا مروان؟ ؛ لاأحد تخلّى عنك ، ولا أحد يريد أن يتخلّى ، لكنّك أنت الّذي تخلّيت عنهم وحبسْتَ نفسك في هذا البيت القبْر. لماذا ؟ فلا أنت بالمريض ولاأنت بالمُقعد.
ــ أصبحتُ متقاعداً أعاني من المتاعب النفسيّة الخانقة ،وأحتاج إلى رؤية النّاس والأصدقاء ، وإلى أيّ أخ يُنسيني واقعي المرير .
ــ أريد أن أسألك : هل أولادك يأتون إليك كما تريد من أصحابك .
ــ أولادي يعملون ، وعليهم مسئوليّات كبيرة .
ــ وأصدقاؤك أيضاً يعملون وعليهم مسئوليّات ولهم عذرهم . ياعزيزي أبا مروان . أنت رجلٌ مازلتَ قادراً على العمل . فقم وابحث عن أيّ عمل ينسيك واقعك المرير كما تقول .
ــ أتريدني أنْ أعمل أيّ عمل بعد أن كنت مديراً عامّاً؟ . هل أصبحت تافهاً ورخيصاً إلى هذا الحدّ ؟
ــ ياعزيزي لا تفسّر كلامي بغير ماقصدته ؟ كنت أعني أنّ أمامك خيارين ؛ إمّا أن تعمل فتنسى واقعك الحالي،وإمّا أن تستجدي زيارات أصدقائك لك؟ فاختر ما شئت .
ــ معك حق . الآن قلت الحقيقة الّتي في نفسك . أًصبح طلب زيارة أصدقائي لي صدقة يصّدّقون بها عليّ . (بعصبية)ياأخي أنا لست بحاجة إلى زياراتك ولا زيارا ت غيرك ، وكن على علم بأنّي لن أستجدي زيارة أحد لي بعد الآن.
ــ حسبي الله ونعم الوكيل .أرى أنّك في وضع نفسيّ لاتُحسد عليه ، فقد أصبحتَ مريضاً بحقّ بخلاف ما كنت عليه قبلاً ؛ مرحاً حليماً هادئاً كريما ً ؛ أين ذهبت كل ّتلك الصّفات ؟
ــ ( بعد صمتْ دامع ) اعذرني . اعذرني ياصديقي . تحمّلني؟ فأنت لاتدري مابي.
ــ أدري ، ولهذا جئتك لأريحك من عذاب نفسك بأحاديث مسليّة ، فإذا بك تدهمني باللوم والعتاب .
ــ يكفي ياصديقي .غيّرِ الحديث رجاء ، أنا متعب ، متعب جدّاً .
ــ صبراً ياأخي صبراً ....
ــ ليتك تروي لي طرفة مضحكة من طرائفك التي كنت تسعدنا بها في مجالسنا القديمة. آه ... أين تلك المجالس ؟ ليتها تعود .
ــ ستعود إن عدتَ أنت إليها .
ــ كيف ... كيف
ــ كفاك تحسراً ....واِسمع هذه الطرفةً .
ــ اجعلها طرفتين رجاء . فواحدة لاتخرجني من همّي وكآبتي .
ــ يُروَى أنّ معلّما في الصفوف الإبتدائية ، أراد أن يقدّم للمشرف الزّائرأفضل تلامذة صفّه ، فنادى على واحد منهم وقال له :
ــ أعرب لي يابنيّ :أكل التلميذ بطاطا ،( بتاته ) .
التلميذ : أكلَ ، فعلٌ ماضٍ .
المعلم : جميل جدّاً . أكمل .
التلميذ : التلميذ ، فاعلٌ مرفوع .
المعلّم : عظيم جدّاً. أكمل.
التلميذ : ألباء حرف جرّ ، وطاطا ، اسم مجرور.
المشرف : ( بسخرية)عظيم جدّاً يا أستاذ . أهنئك بهؤلاء التلاميذ .
المعلّم : ( لتلميذه) الله لا يعطيك العافية . اذهب إلى مكانك اذهب. (واتّجه إلى المشرف) المعذرة ياأستاذ. لقد أخطأ من شدّة خجله . سأقدّم لك تلميذاً أفضل ؛ إنه في غاية الذكاء في الحساب . قم يامحمود وارفع رأس استاذك . وقل لي: ما هو مجموع واحد زائد واحد ؟.
ــ التلميذ : واحد! .
المعلّم : كيف يكون ذلك يا ولد ؟ سأوضح السؤال أكثر : إذا وضعنا تفاحة إلى جانب تفّاحة أخرى ، فكمْ يكون المجموع ؟
التلميذ : تفاحة !
المعلّم : تفاحة واحدة يابهيم ؟! كيف يكون ذلك؟ . طيب ، ماهو عمل أبيك؟.
التلميذ : جزّار.
المعلّم : أي بائع لحوم .عال جدّاً . وصلنا إلى الحلّ الواقعيّ المبسّط . سوف يكون سؤالي من واقع عمل أبيك . إذا وضع والدك فخذ خروف إلى جانب فخذ أخرى معاُ فكم يكون المجموع ؟
التلميذ :(بارتباك) أستحي من الجواب أستاذ .
المعلم : لمَ الحياء ياولد . أجب، فالسؤال واضح والجمع معروف .
التلميذ : هذا ليس سؤالاً حسابياً ياأستاذ....وأخجل من الجواب .
المعلّم : يابنيّ قل كم المجموع ؟ تحرّك فالسؤال عادي جدّاً فلم الخجل ؟.
التلميذ : إذا جمعنا الفخذين ، فبالإثنتين معاً تكون ... .
المعلّم : ماذا ؟ ماذا... قل؟
التلميذ : فبجمْع خذين لجنس حيوان واحد ، تكون ....
المعلّم : ماذا؟ قلها بصراحة.
التلميذ : يقترب من إذن معلمه ويهمس...
المعلم : الله لا يعطيك العافية . جوابك خطأ اخرج . اخرج من الصّف .
التلميذ : استاذ أنت الّذي أخطأت لا أنا . فلو جمعت فخذ خروف مع فخذ عجل لكان المجموع إثنتين ، لكنّك جمعت فخذين لخروف من جنس واحد .
الكلّ غارق في الضحك وضحك معهم المعلّم أيضاً بافتعالٍ وانفعال.
أبو مروان غارقاً في الضحك : ما هذه الطرفة الجميلة؟ أين كنت ياصديقي أين كنت؟ لقد أرحتني .. ليتك تزورني دائماً .
الصديق الزائرــ سأزورك دائماً كما تريد ولكن في مقرّ عملك إن شاء الله . ها قد جاءت امرأتك .
ــ الزّوجة : السلام عليكم .
ــ وعليكم السّلام . أهلاً أيتها الأخت الفاضلة.
ـــ على أيّ شئ تضحكون. لقد عجبت من ضحك أبي مروان ، فجئت. ففي هذه الأيام أصبحت ضحكاته نادرة.
ــ أبو مروان كان يشكو أمركِ لي .
الزّوجة : أعرف ما قاله . والله مللتُ منه ياأخي. أصبحت طلباته كثيرة . أقنعه بالخروج من البيت ليرتاح ونرتاح . رجاءً.
الزّوج أبومروان لزوجته : أتكرهين زوجك ياأمّ مروان ؟ سامحك الله .
الزّوجة : حتّى لايتطوّر الكلام بيننا، الأفضل لي أن أذهب لإكمال عمل البيت .السلام عليكم.
ــ وعليكم السّلام .أرأيت يا أبا مروان؟ أنت جالسٌ في البيت من دون عمل ، وأمرأتك تشقى في عمل البيت ؛ هذا ظلْم. نصيحتي لك أن تعمل أيّ عمل يخرجك من هذا البيت ؛ إنّه قبرك الّذي ستموت فيه وأنت على قيد الحياة . اخرج ياصديقي .اخرج إلينا حيّاً قبل أن نأتيك ميتاً . اُخرج إلى عالم الأحياء ، إلى الشمس والقمر والنّجوم ؛ فالنّاس ينسَوْنَ الأموات ولا يفضّلون البحث عنهم ؛ فحتّى امرأتك بدأت تتضايق من وجودك الدائم في البيت .
ــ أسفي على الأيام التي كانت زوجتي تترك أعمالها لترحّب بي عند عودتي من العمل بشوق ولهفة .( بتحسّر) آه . أيّام مضت ولن تعود.
ــ إنّ ذلك من نتائج قعودك في البيت . فاخرج منه أرجوك . أرى من الفائدة أن أذكّرك بصديقنا محمود ،فقد كان يتمتّع بطاقة هائلة وحيويّة كبرى ، لكنّه اختار البقاء في البيت بعد التّقاعد ، وامتهن التفكير والحزن ، ومارس اجترار ماضيه الذّهبي ، فأصابه الملل والشّلل فمات . أبعد الله عنك وعنّا كلّ مكروه .
وأذكّرك أيضاً بصديقنا عصام ؟ فبعد أن تقاعد ، اختار صنعة كان يمارسها كهواية من قبل، فاتخذ قسماً من حديقته لتصنيعها وتوزيعها بنفسه ، مع أنّهُ كان قبل التقاعد مديراً لمصنع كبير كما تعلم. وانقضى على ذلك قرابة العام ، فكانت له ملكيّة معمل خاص صغير أنشأه قريباً من السّوق، وأصبح يدرّ عليه الكثير.
وأيضاً صديقنا أبو الحسن ؟ كان رئيساً للأركان ، وبعد التقاعد فتح مكتبة وهو بكامل اعتزازه بحاضره وبعمله الجديد .
وهناك كثيرٌ من مسئولي الغرب الّذين كانوا رؤساء وزارة ووزراء؛ فعملوا موظّفين في شركات بعد أن تقاعدوا و/أو استقالوا ؛ إلاّ نحن في الشّرق ، تركبنا العزّة بالنفس ،والحمق والغرور، فنمتنع عن أعمالٍ جديدةٍ ليست بسويّة أعمالنا السابقة ، فنسجن أنفسنا في زنزانة ذاكرة ماضينا ،لنجترّ مافيها ونبكي حاضرنا.
سأروي لك أيضاً قصة واقعيّة قرأتها أيام شبابي في مجلّة( المختار) الأمريكية التي تصدر أيضاً بالعربيّة .
القصّة تقول :
( أصيب رجلٌ بمرض مزمن حتّى كاد أن يهلك ، وكلّ العلاجات لم تُجدِ معه نفعاً ، وكان يلْمَح على وجوه الأطباء الذين قصدهم واحداً بعد آخر، ملامح اليأس من حالته الصحيّة ، فدلّه البعض على طبيب درس في جامعات الغرب وعمل في مستشفياتها واكتسب شهرة عظيمة في مجال اختصاصه ، فذهب إليه وأوضح حالته وطلب منه بإلحاح أن يفصح بصدْق وبصراحة مطلقة عن حالته ومدى ثقته بنجاحها من عدمه . ذهب إليه ، فشخّص الطبيبُ حالته بدقّةٍ شديدة وأفصح عنها قائلاً:
ــ بكل الصّراحة التي اعتمدتها في عملي، أقول لك إنّ شفاءك ميئوسٌ منه ، وبكل الصراحة التي تلح عليّ بها، أقول : إنّ مرضك لن يتركك تعيش أكثر من ثلاثة أشهر في أحسن الإحتمالات.
ــ وماذا أصنع ؟
ــ استمرّ في تناول العلاجات المسكّنة التي اقترحها لك زملائي قبلي ، وأضف عليها هذا العلاج الجديد الّذي اقترحته عليك.
ــ ثمّ .....
ــ ثمّ انتظر النتيجة التي أفصحت عنها لك . فكلّنا نسير على ذات الطريق وننتظر نهايتنا.
عاد المريض إلى بيته مسحوقاً من النتيجة .... فالتزم بيته ، وانصرف عن النّاس ، لا يزور ولايُزار ، وأخذ يردّد في نفسه:
ــ ثلاثة أشهر هي مابقي لي في هذه الدنيا .
ثمّ قضّى شهراً وهوعلى تلك الحال ؛ يأكله اليأس والقنوط والضّجَر، ويتساءل :
ــ وبعد .. وبعد ... ماذا أعمل ؟
فكّر كثيراً ثم قال :
ــ شهران هما الباقي لي في هذه الدّنيا ، وما زلت قابعاً في هذا البيت ميتاً قبل أن أموت ، فلمَ لا استمتع في المدّةِ الباقية لي للرّحيل؟ لا. سأحيا ... سأخرج إلى الدنيا أضحك فيها وأمرح ، وأزور أصدقائي وأحضر أفراحهم ، أسلّمُ على من أعرفه ومن لا أعرفه ،سأستمتع بكلّ ما في الدّنيا من متعة قبل أن أخرج منها ، سأرقص فوق الأرض ، سأطير في الهواء ولن أموت . لن أموت .
ومن لحظتها خرج من البيت مرتدياً أجمل الملابس ، ونفّذ كلّ ما قاله.
استغرَبَ أصدقاؤه من حالته قائلين له:
ــ هل جننت ؟ أم شفيت؟
ــ لاهذا ولاذاك . سأعيش.سأعيش.
وقضّى الشهرين الباقيين من موعد مماته، ومازال ينتظر؛ لاشئ حصل .وقضّى اسبوعاً منهما فلم يمت،ثم قضّى شهراً ... ثم شهراً آخر فلم يمت فقال في نفسه :
ــ إنّ الطبيب مخادعٌ كذّاب ،سأذهب لمراجعته ولأريه كيف أنني مازلت حيّاً .
وذهب إلى الطبيب ، فبُهت من رؤيته قائلاً :
ــ أهذا أنت؟ كيف ؟ أمازلت حيّاً ؟ مستحيل. ماذا أخذت من علاج غير علاجي ؟ .
ــ أخذت علاج الحياة ، ففعلت ما كان يجب عليّ فعله.
ــ هذا مستحيل. تعال لأفحصك .
قام الطبيب بفحصه بدقّةٍ وعناية ، مستخدما كل الأجهزة ذات التقنيّات الطبيّة والتفت إلى المريض قائلاً :
ــ لاشئ بقي من أسباب علّتك .كلّ شئ فيك سليم .قل الحقيقة ؛ إلى أيّ مشفىً ذهبت وأيّ علاج تناولت ؟
ــ أؤكّد لك أنّني لم أذهب إلى أيّ مشفىً وما تناولت أيّ علاج .
ــ إذا ماذا فعلت بنفسك ؟ قل لي بالتفصيل .
فقصّ على الطبيب قصّته من ألفها إلى يائها، فتعجّب الطبيب من أمره :
ــ إنها مسألة نادرة الحدوث وتدعو للعجب . لهذا عليك أن تستمرّ فيما كنت تفعله أيها (المريض الطبيب) .
ــ سأستمرّ . ولكن قل لي أيضاً بصراحة تامّة: متّى سأموت ؟
ــ (ضاحكاً) بعد أن أموت أنا قبلك .
وضحكا معاً .
وما إن انتهيت من رواية القصّة ،حتّى رأيت صديقي أبا مروان دامعاً ساهماً وكأنّه ينظر إلى البعيد البعيد .قلت له:
هذه هي القصة المنشورة على المجلّة، ياصديقي، والتي قيل عنها إنّها قصّةٌ حقيقيّة . فما ذا تقول فيها ؟
ــ سأفعل مثلما فعل مريض تلك القصّة .
ــ حمداً لله . حمداً لله على ما قرّرْتَ أخيراً.
ــ ولا يسعني إلاّ أن أشكرك يا صديقي .
ــ يبقى عليّ أن أعقّب على القصّة الغربيّة التي حكيتها لك ،من وجهة نظرٍ إسلاميّة :
إنّ مريض القصّة رجل غربيّ ، واستمتاعه بالحياة كان وفق عادات الغرب . أمّا نحن ، فإسلامنا لايجيز لنا الإستمتاع بدنيانا إلاّ في حدود ماحلّلته لنا شريعتنا الإسلاميّة ؛ هذا من ناحية . ومن ناحية أخرى، فإنّ في الإسلام آياتٍ علاجيّة كثيرة ، تشفي النّفس المؤمنة من أمراضها ، منها (واستعينوا بالصّبر والصلاة ...) و(ألابذكر الله تطمئنّ القلوب) أي بقراءة القرآن وذكْر الله.
كما أذكّرك بقول عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه:
( اِعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً ، واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً )
ــ رائع رائع .
ــ ودعني أُضيفُ على ماسبق ذكره ، ماحدث لصديقين مريضين .
فالأول اتجه إلى ( الإتحاد السوفييتي حينما كان قائماً) وعرض حالته المزرية على مشافيه . هل تعلم ماذا قالوا له؟ قالوا له:
ــ لا مرض فيك .
ــ وهل من علاجٍ تفضلونه لي ؟
ــ علاجك الوحيد هو في رياضة المشي .
أمّا بشأن حالة الصديق الثاني ، فقد ذهب إلى مشافي الغرب ، فقالوا له :
ــ عندكم في الإسلام شهر رمضان تصومون فيه . صمْهُ وصمْ قليلا غيره إن استطعت فتشفى .
ــ أشكرك جدّاً على نصائحك ياصديقي العزيز ، ولن أنسى معروفك معي أبداً.
ــ لا تستغرب إن صارحتك و قلت لك : ليتني أنتصح أنا بنصائحي.
ــ كيف؟ لم أفهم ماتعني .
ــ في الحقيقة ، أنا مثلك بما تعاني ، ولاأختلف عنك في محنتك ، فأنا أيضاً معتزلٌ ومعتصم في بيتي ، فيما أمراضي تتكاثر يوماً بعد يوم ، ولولا وفائي لك لما أتيتك زائراً .
ــ أحقاً ماتقول ؟
ــ نعم .وإنّني ذكرتها لك لأتفاعل معك فيها ، فالكثير منّا يستطيع أن يُفيد غيره ويفشل في إفادة نفسه .
ــ إذاً سوف أحكي لك القصص التي حكيتها لي علّك تشفى .
ويضحكان معاً
ــ دعنا نغادر إلى الحياة .
ــ أفي هذه اللحظة؟
ـ وكل لحظة . وسنكون فيها معاً
ــ توكّلنا على الله .
ــ(منادياً على زوجة صديقه) ياأم مروان ... ياأختي ؟ لقد أخرجتُ زوجك من عقر داره .
أم مروان ــ الحمد لله . الحمد لله . بارك الله فيك . ( إلى زوجها) بأمان الله يازوجي الحبيب.
أبو مروان ــ الله الله ، أبهذه السرعة أصبحت الحبيب؟ ياسبحان الله . إنّ كيدكنّ عظيم .
أم مروان ــ ولكنه كيدٌ إيجابيٌ مشروع ، وإلاّ لما بقينا معاً حتّى الآن .
***********
عبد المنعم محمد خير إسبير غير متصل   رد مع اقتباس